الفطر الأسود مرض نادر و حسب منظمة الصحة العالمية لا يحدث من خلال انتقال العدوى من شخص إلى آخر, ولا يصيب سوى الذين يعانون من ضعف شديد في المناعة, و تحدث الإصابة نتيجة التعرض للفطريات الموجودة في البيئة المحيطة عند استنشاق المكروبات التي تنتقل بعد ذلك حتى تصيب الرئتين و الجيوب الأنفية و تنتشر حتى تصل إلى الدماغ أو العينين.
العروبة التقت مع المثقف الصحي راتب إبراهيم الذي تحدث عن هذا الموضوع قائلا: مرض الفطر الأسود هو مرض فطري يصيب الإنسان كأثر جانبي لتدهور الجهاز المناعي، ولكنه نادر الحدوث، ويصيب عادة الأغشية المخاطية المبطنة للجيوب الأنفية أو العينين أو الأنف أو الفم أو الأسنان أو عظام الوجه، وقد يمتد إلى الرئتين أو حتى الأوعية الدموية و النوع الذي يصيب الغشاء المخاطي الأنفي يصيب الجيوب الأنفية، قد يمتد إلى الدماغ والنوع الذي يصيب الرئة هو أكثر الأنواع شيوعا، وأما الأنواع الأخرى الأقل شيوعا فهي الإصابة الجلدية وإصابة الجهاز الهضمي.
وعن الفطريات المسببة أكد أن بعضها أنواع تنتمي لعائلة العفنيات، ومنها الفطر الأبيض والأصفر والذي يعيش في البيئات الرطبة مثل التربة أو المواد العضوية المتحللة مثل الأوراق أو الأسمدة أو الخشب.
وعن انتقال العدوى قال: يتم انتقال العدوى عن طريق الاستنشاق والتلامس والبلع أما الأشخاص المعرضون للإصابة بالفطر الأسود هم: مرضى السكري غير المتحكم به والمتأثرون بمضاعفاته الشديدة خاصة الغيبوبة السكرية المصاحبة بحموضة الدم و بعض حالات مرضى كورونا الذين يحدث لديهم نقص مناعة بسبب الاستخدام المكثف أو الخاطئ للمضادات الحيوية والسيتروئيدات , ومرضى السرطان في حالاتهم المتأخرة و مرضى الإيدز و المرضى الذين تلقوا نقل أعضاء أو نقل خلايا جذعية و المرضى الذين لديهم هبوط شديد في عدد كريات الدم البيضاء والعلاج المديد بالكورتيزونات والعلاج العشوائي بالمضادات الحيوية و بعض الجروح والحروق الغير معالجة بشكل سليم.
وتابع قائلا فيما يخص الأعراض أنها حسب مكان الإصابة وأهمها في الجهاز التنفسي وحمى و سعال و ألم في الصدر و ضيق في التنفس وتورم في جانب الوجه و صداع و احتقان في الجيوب الأنفية.
أما في الجهاز الهضمي فهي – آلام في البطن – قئ – غثيان -نزيف بالجهاز الهضمي – دم بالبراز – إسهال وقد تحدث بعض المضاعفات بحسب الأعضاء المصابة مثل العمى – جلطات – تلف الأعصاب – فقدان الوعي.
وبالنسبة لطرق انتقال العدوى قال: يحدث ذلك من خلال استنشاق الفطريات من البيئة الرطبة غير النظيفة .
وتابع: يمكن علاج المريض بأدوية مضادة للفطريات تحت الإشراف الطبي والمرض غير معد بتماس مباشر مع المصابين بين إنسان وإنسان أو حيوان.
وبيّن أن بعض أنواع الفطريات السوداء التي تنمو في الثلاجات أو الفواكه قد تختلف عن فطريات العفن الأسود التي تصيب حالات نقص المناعة إلا أن ذلك لا يعني عدم تجنبها .
وعن تدابير الوقاية المنزلية قال: الحد من تعاطي الكورتيزون والمضادات الحيوية وضرورة استخدامها تحت إشراف طبي – التخلص من أي قمامة في سلة المهملات في المنزل كل يوم وغسل السلة بعد التخلص من القمامة – غسل الفواكه والخضراوات جيدًا قبل تناولها ووضعها في البراد مغسولة، والتخلص من أي فاكهة أو خضراوات أو مأكولات معطوبة ورمي الثمار المعطوبة كاملة دون الاحتفاظ بالجزء السليم في الثمرة الواحدة – تنظيف البرادات بشكل دوري وفتحها بعض الوقت أثناء عملية التنظيف للقضاء على رطوبتها – تهوية المنزل وقت وجود الشمس للقضاء على الرطوبة .
الحمامات بيئة خصبة لنمو الجراثيم، يجب تنظيفها يوميا بالمطهرات والتخلص من البقع السوداء بأسقف الحمامات أو على الأحواض والناتجة عن تكثيف قطرات الماء, و التخلص من رطوبة المفروشات والمناشف والتأكد من جفافها قبل وضعها في الخزانة كذلك التخلص من الكمامة مباشرة بعد استخدامها لأنها بيئة خصبة لنمو الجراثيم والحد من تناول الأغذية المصنعة والمعلبة والتى تحتوي على مواد حافظة قدر الإمكان.
وأكد أن الفطر الأسود يدخل للجسم عن طريق الطعام الملوث بالفطر خاصة الخبز غير الطازج والفاكهة والخضراوات المعفنة، أو عن طريق الاستنشاق … لافتا أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
وردا على سؤالنا المتضمن علاقة مرض الفطر الأسود بكورونا قال:المختصون يقولون إن الفطر الأسود يتمكن ممن يعانون من فقدان أو نقص المناعة, لكن كورونا ليس المرض الوحيد الذي يضعف مناعة الجسم فهناك السرطان والايدز والسكري المزمن وغيرها.
جنينه الحسن