جذور الفن الإسلامي في بلاد الشام

كان سكان سورية من العرب الذين نزحوا من شبه الجزيرة العربية بسبب القحط وصعوبة العيش فتعاقب على حكم سورية السلوقيون والرومان والبيزنطيون …» بهذه الكلمات بدأ بحثه جميل القيم رئيس دائرة سياحة تدمر بعنوان «جذور الفن الإسلامي في بلاد الشام »فتحدث عن اللغة العربية واللغة الآرامية على اختلاف لهجاتها السائدة بين جميع سكان بلاد الشام في ذلك الوقت, حيث كانت اللغة الآرامية شقيقة العربية فقد كانت الشام عند ظهور الإسلام تحت تأثير حضارتين واضحتين ,هما الحضارة الساسانية في العراق والحضارة الكلاسيكية البيزنطية التي توطنت في سورية من شمالها إلى أقصى جنوبها ,و الحضارة الرافدية هي الحضارة العربية التي تبناها الأجداد في العراق وسورية..

بين الشام والأندلس
ويضيف القيم : لقد تأكد وجود السوريين في بلاد الأندلس عندما سيرَّ الخليفة هشام عام (741م) جيشاً آخر من أهل الشام مؤلفا من سبعة وعشرين ألفاً , استقر أكثره في شمال أفريقيا , ومضى ثلثه بقيادة بلح بن بشر إلى الأندلس وحلّوا جميعا فيها وخاصة في قرطبة , وتفرق أهل الشام في باقي المدن … ولقد استمرت قرطبة عاصمة الأمويين الذين استمروا فيها على الرغم من استيلاء العباسيين على الحكم ونقلهم العاصمة إلى بغداد.

الشام مهد الكتابة العربية
ولأن ولادة الفن الإسلامي قد تمت في الشام ، فإن الكتابة العربية والخط العربي نشأا أيضا في بلاد الشام ولقد عثر على نقش أم الجمال في جنوبي حوران , أما نقش النمارة فعثر عليه في حوران في مدفن امرئ القيس بن عمرو ملك العرب .. حيث النقش يقدم لنا الدليل القوي على منشأ الكتابة العربية من جهة ، وعلى ما يسمى بالخط الكوفي.
نشوء النقد الإسلامي
ويوضح القيم أن الكتابة العربية بدأت دون إعجام أو حركات, و أن الحجاج من الذين عنوا بأمر الاعجام للتمييز بين الحروف المتشابهة كالباء والتاء والثاء …. لقد نقشت النقود بالفهلوية وابتدأت الكتابة بالعربية تظهر على النقود وظلت صورة الملك الساساني موجودة إلى جانب اسم الخليفة الذي كتب بالفهلوية , فكانت النقود تصك في البلاد الساسانية , وأول نقش ظهر عليه اسم دمشق بالعربية عام 73هجري وعليه صورة عبد الملك بن مروان ولكن صورة الملك الساساني بقيت منقوشة على الوجه الآخر . حتى عام 75هجري ظهر عليه صورة مماثلة للخليفة نفسه ولكن الوجه الثاني يتضمن أربع درجات منتهية بدائرة.

الفن المعماري في الإسلام
ويبين الباحث التاريخي جميل القيم أن المسجد الكبير بدمشق يُعد أول نجاح معماري في الإسلام وهو حلقة هامة تربط تقاليد العمارة المسيحية السورية بعمارة إسلامية جديدة , أقيم هذا المسجد بمكان هام حيث كان معبد حدد الآرامي منذ ثلاثة آلاف سنة ثم معبد جوبيتر في العهد الروماني وفي القرن الرابع أقام الإمبراطور تيودوس كنيسة القديس يوحنا , وقد برع أهل الشام بإقامة الأقواس والقباب في العهود الكلاسيكية وهنا نذكر المهندس أبو لودور الدمشقي وقبة البانتيون . وقد بلغ عدد القصور الأموية 30 قصراً منها قصر الحيرّ الشرقي والغربي وعنجر وقصر عمرة… ومن مظاهر اتصال الفن الإسلامي في بدايته بالفن الساساني ما نراه من زخرفات قصر المشتى من تفريغات للمراوح النخلية ومشتقاتها …..
سلوى ديب

المزيد...
آخر الأخبار