تعميم رفع أسعار  أقساط   المدارس  ورياض الأطفال الخاصة الذي صدر مؤخرا سبب إرباكا كبيرا لأهالي  الطلاب خاصة بعد أن قامت وزارة التربية بموجبه بتحديد الحد الأعلى والأدنى لقيمة الأقساط والتي يحق للمدارس الخاصة تقاضيها من الطلاب وفق كل مرحلة دراسية ووفق درجة تصنيف كل مؤسسة تعليمية وحددت قيمة بدل الخدمات والمبالغ الإضافية حسب عدد النقاط ما ترك الكثير من التساؤلات لدى الأهالي وخاصة فيما يتعلق بالوسيلة الملزمة للمدارس لتطبيق هذه الأسعار ، لأن الواقع الحالي يؤكد أن ما تتقاضاه تلك المدارس أضعافا مضاعفة عما حددته وزارة التربية ..ورغم ارتفاع تلك الأسعار والظروف المعيشية الصعبة يصر بعض الأهالي على  تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة  بحجة  توفر الكادر التعليمي الأقدر وميزات كثيرة – على حد قولهم – وخدمات نفتقدها في المدارس ” العامة” الحكومية .

“العروبة” قامت بالتواصل مع بعض أولياء الأمور لمعرفة المبالغ الحقيقية التي يتم دفعها لتلك المدارس والتي يحاول مدراء تلك المؤسسات التحكم بها … حيث فوجئنا بكلام حسام “والد طفل ” يرغب بتسجيله في مدرسة خاصة والذي أوضح أن قيمة قسط الصف الأول يتجاوز 2 مليون ليرة … ماذا عن باقي المراحل وخاصة المرحلة الثانوية منوها عن قيام بعض تلك المؤسسات التعليمية بطلب القسط دفعة واحدة .. وأحيانا بعض المدارس لا تحبذ أن تكون الفترة الزمنية بين الأقساط طويلة وأن لا تتجاوز “الأيام” وقد أكد ذلك الكثير من أهالي الطلاب ..

أشارت المهندسة مريم أن زيادة رسوم التسجيل ورفع قيمة الأقساط بات منهكا وغير متوقعا حتى للأطباء والصيادلة والمحامين وغيرهم والذين يعتبرون من الشرائح ذات الدخل غير المحدود إن صح القول خاصة في ظل الظروف المعيشية القاسية على الجميع , منوهة أنه في كل عام يفاجأ الأهالي بأرقام خيالية تفوق قدرتهم المالية  ومع ذلك هم مرغمون على تسجيل أبنائهم أملا بأن يكون تحصيلهم العلمي كما يتمنون ..

الدكتورة رنا أم لطفلين .. أحدهما في الصف الرابع والآخر في الخامس  قالت : صحيح أن أقساط المدارس الخاصة مرتفعة  وبتنا نعمل ليلا نهارا لتأمين تلك الأقساط ، لكننا على ثقة بأن مستقبل أولادنا في أياد أمينة خاصة مع جود كادر تدريسي مميز ، وبيئة تعليمية جيدة ، بالمقابل نحن ندرك أن الكثير من الأسر تعجز عن تسديد هذه الرسوم ويضطرون للاستدانة لاستكمال تعليم أبنائهم.

السيدة تماضر  والدة طالب في الصف الثالث الثانوي قالت :رغم أنني أحمل إجازة جامعية إلا أنني أجد صعوبة في متابعة ابني دراسيا فالمناهج اختلفت كثيرا وهو بحاجة إلى دروس خصوصية لأن  بعض المدرسين للأسف لا يشرحون الدرس في بعض المدارس الحكومية كما في الدروس الخصوصية والتي باتت أسعارها أيضا كاوية لذلك فضلت تسجيله في مدرسة خاصة رغم ارتفاع أسعارها التي باتت ترهق كاهلنا وعلى حساب لقمة عيشنا .

نسرين أم لثلاثة أولاد قالت : هل من المعقول ارتفاع أقساط رياض الأطفال الخاصة أكثر من 350 ألف ليرة دون وسيلة نقل ومن المعروف أن مرحلة رياض الأطفال مرحلة هامة وأساسية قبل دخول المدرسة .. فكيف سيتدبر أولياء الأمور أعباء تلك الأقساط  ولماذا لا يتم الشرح للأهالي عن تحديد قيمة بدل الخدمات والمبالغ الإضافية حسب عدد النقاط وما المقصود بالنقاط وهل تتابع مديرية التربية ما تحصله تلك المدارس والرياض من الأهالي على أرض الواقع .. .

استنكرت  السيدة  وفاء والدة احد الطلاب  في المرحلة الثانوية  من ارتفاع قيمة رسوم أقساط التسجيل في المدارس  الخاصة قائلة: رسوم التسجيل هذا العام للثالث الثانوي يتجاوز  مليوني ليرة ،عدا عن  الارتفاع الجنوني للمستلزمات الدراسية  من كتب ولباس مدرسي وغيره ، و  هذا الأمر أصبح يفوق مقدرة الكثير من الأسر ، وتساءلت : هل يتابع المعنيون  ما يجري في تلك المدارس وكيف يتم تقاضي مبالغ مضاعفة عن التي تعلن عنها وزارة التربية دون حسيب أو رقيب .. وهل من المعقول أن لا يكون هناك فارق بالقسط بين طالب في الصف الأول الابتدائي  و طالب الصف الثالث الثانوي  .

كما تباينت آراء الطلاب حول جدوى التعليم في  المدارس الخاصة .. منهم  في المرحلة الثانوية    فضلوا متابعة تحصيلهم العلمي في المدارس الخاصة  لأسباب تتعلق بميزات وخدمات  غير موجودة في المدارس الحكومة  بينما البعض الآخر من الطلاب قالوا : تكاليف الدراسة في المدارس الخاصة مرهق ماديا ومازال هناك في المدارس الحكومية كادر تدريسي جيد وعلى الطالب مضاعفة جهوده ليتمكن من إحراز النتائج التي يرغب بها ..

أساس التصنيف

بسام درغام رئيس دائرة التعليم الخاص في مديرية تربية حمص قال :تم اعتماد الأقساط لهذا العام على أساس جداول تصنيف كل مؤسسة “رياض أطفال – مدرسة خاصة”  على حدة ولا يوجد قسط موحد للمؤسسات ، ، وتتضمن الجداول الخدمات والمميزات المقدمة  وتم اعتماد مبدأ النقاط  التي تعطى  لكل ميزة وخدمة ،وحددت الوزارة القسط التعليمي فقط كحد أدنى وأعلى للمدارس و لكل مرحلة وحسب درجة التصنيف( من الدرجة الأولى إلى الرابعة )،  ويتم اعتماد الأقساط والخدمات والميزات الإضافية استنادا إلى  كتاب وزارة التربية  رقم 1575/543 (4/5) الصادر بتاريخ 16/6/2022 .

وأضاف :يقدم صاحب المؤسسة كتابا إلى مديرية التربية /دائرة التعليم الخاص /يحدد أسعار القسط الذي يناسبه بين الحد الأدنى والحد الأعلى استنادا إلى درجة التصنيف ونحن كدائرة نقوم بحساب الخدمات والمميزات الإضافية حسب جداول التصنيف لكل مؤسسة ويحصل على موافقة من المديرية ويتم إعلانها بلوحة الإعلانات لديه وإعلام الأهل بها .

وأوضح أنه في حال ورود أي شكوى بتجاوز القسط المحدد يتم فرض عقوبة التعويض مقابل الضرر استنادا إلى المادة /101/من المرسوم التشريعي رقم 55 لعام 2004 بحق صاحب المؤسسة المخالفة ،علما أنه لكل مؤسسة تعليمية مدير مندب يكلف من قبل المديرية وموجه تربوي  أو اختصاصي يشرف عليها ، وتعتبر هذه الأقساط ملزمة لكافة المؤسسات خلال العام الدراسي  .

بقي أن نقول:

أصبح  إيجاد مدرسة مناسبة مادياً وتعليمياً، عبئاً مضافاً لأعباء الأسرة مع ارتفاع وتيرة أسعار الأقساط في المدارس الخاصة  ويتساءل كثيرون هل سيقتصر التعليم في المدارس الخاصة على المقتدرين ماديا.

هيا العلي – بشرى عنقة