أوضح الدكتور عبد المؤمن القشلق أن الإنتاج الزراعي يعدُ عنصراً أساسيا من عناصر الدخل القومي والأمن الغذائي، لذلك كان لابد من العمل على تحسينه وزيادته سواء عن طريق التوسع الأفقي والشاقولي و لما كان من الصعب التوسع الأفقي بالمساحات المزروعة سواء بسبب التصحر الذي يزحف على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية أو نتيجة للزيادة السكانية الهائلة فكان من الضروري التركيز على التوسع الرأسي في الزراعة وذلك باستعمال الأصناف المحسنة وراثيا أو بإتباع التقنيات العلمية الحديثة المستخدمة في سائر العمليات الزراعية سواء الري أو التسميد أو عمليات الخدمة وغيرها,ومن هذه التقنيات استخدام الماء الممغنط في الزراعة وهي تقنية حديثة تستخدم فيها أجهزة تدعى أجهزة المغنطة تقوم هذه الأجهزة على إحداث تركيز مكثف جدا للمجال المغناطيسي من خلال جدار الأنبوب لتصل للماء وتساهم في معالجته..هذا الحقل المغناطيسي القوي والمكثف جدا الذي يولده جهاز المغنطة يعمل على إحداث تغيير في خواص الماء حيث يؤثر على الروابط الهيدروجينية الموجودة في المياه السائلة والتي تتأثر بشكل كبير بالحقل المغناطيسي والكهربائي مما يؤدي إلى تغيير في خواص الماء سواء الفيزيائية أو الكيميائية مسببا زيادة في حركية ذرات الأملاح وبالتالي تكسير الروابط الهيدروجينية وتكيف خواص الماء وجعله أكثر قدرة على الإذابة ( تخفيض الشد السطحي).
ماذا يحصل للماء بعد مغنطته
وأضاف :الحقل المغناطيسي يعمل ضمن مبادئ الفيزياء عن طريق خلق مجال مغناطيسي على شكل خطوط موازية لأنابيب المياه، الماء السائل يتأثر بالحقل المغناطيسي بالرغم من أن قابليته لإنفاذ الحقل المغناطيسي اقل من الهواء…
الحقول المغناطيسية (0.2تيسلا) أظهرت أنها تقوم بزيادة عدد جزيئات الماء المتبلمرة (والتي هي جزيئات كيميائية بسيطة ناتجة عن تجمع جزيئات أقل وزنا ) إن حركة الأملاح تزداد في الحقول المغناطيسية العالية (1-10 تيسلا) مسببة بعض الأعطال في الروابط الهيدروجينية.
وببساطة تامة هذا التغيير في خواص المياه يحول الماء المستخدم في الزراعة من ماء عسر إلى ما يسمى بليونة الماء أو الماء اليسر.
تأثيرات الماء الممغنط على التربة
وتابع قائلا :تعتمد عمليات توظيف التقنيات المغناطيسية في الري على الأخذ في الاعتبار عدة عوامل منها ملوحة الماء و التربة وسرعة تدفق الماء من الأجهزة المستخدمة للري ونوعها ، و لأن الماء الممغنط يساعد على إذابة الأملاح فإنه يساعد بشكل واضح على غسل التربة ، و مساعدة النباتات على امتصاص الماء و المعادن بسهولة حتى في التربة عالية الملوحة حيث تعمل المياه الممغنطة على تقليل التوتر السطحي و تحسين خواص التربة .
نفاذية ومسامية
و بناء عليه فإن عملية الري بالماء الممغنط تساعد على تسريع عمليات نضج المحاصيل الزراعية ، وزيادة قدرة النباتات و المحاصيل الزراعية على مقاومة الأمراض و الحصول على محاصيل زراعية جيدة من حيث الكم والنوع ، بالإضافة إلى أن مغنطة المياه تساعد في توفير الماء المستخدم في الري و التقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية.
أمثلة حية
وأوضح أن نبات الذرة البيضاء استجاب للمجال المغناطيسي و المياه الممغنطة في عدد من الصفات المدروسة التابعة للنمو الخضري والجذري.
(الصفات : الإنبات، الطول، عدد الأوراق، المساحة الورقية، عدد الجذور، الوزن الرطب، و الوزن الجاف).
وأشارت النتائج أن المعاملة بالماء الممغنط و التربة العادية تفوقت على المعاملة بالماء العادي و التربة العادية في أغلب الصفات (الإنبات بنسبة 46 %، الطول 8.048 سم، معدل عدد الأوراق 4.04، المساحة الورقية 4.08 سم2، معدل عدد الجذور 5.78 لكل نبتة و الوزن الرطب 1.457 ملغ ما عدا صفة الوزن الجاف للنبات).
تجارب موثقة
هناك دراسات باستخدام هذه التقنية على بعض المحاصيل وكانت النتائج مشجعة جداً وزادت حجم الثمار من خلال المقارنة مع مساطب مروية بماء عادي.