قطاع الدواجن على وشك الانهيار.. خسائر المربين المتكررة تدفعهم للعزوف عن العمل .. الفروج والبيض تغيبان عن موائد المواطنين ..
تطول مدة غياب مادتي الفروج والبيض عن موائد المواطنين و يبدو أن لاحلول تلوح بالأفق تبشر بعودتهما في زمن قريب فالأسعار في ازدياد مستمر ولا تتلاءم مع قدرة المواطن الشرائية التي أنهكها التضخم ورغم ذلك فهي وبحسب المربين لا تغطي ربع الخسائر المتلاحقة التي لحقت بهم في الأفواج الأربعة السابقة, وكشف عدد من المربين في حديثهم لـ”العروبة” أن العزوف عن العمل بات حلاَ مجدياَ أكثر من الاستمرار بخسائر تفوق تحملهم وهذا الكلام ينطبق على أغلب المربين المتوسطين والصغار وحتى المربين الكبار انخفض معدل عملهم بنسبة تتجاوز 80 ٪ وهو أمر ينعكس مباشرة على توفر المادتين بالأسواق و غلاء أسعارها بشكل مضطرد مع ارتفاع التكلفة والتي يشكل العلف والمحروقات نسبة تزيد عن 75٪ منها علما أن الدعم يغيب عن مربي الفروج اللاحم و البياض بالنسبة لموضوع المحروقات وهم يضطرون لشرائه صيفاَ وشتاءَ بأسعار السوق السوداء وتحكمهم مزاجية التاجر سواء بالسعر أو حتى بطريقة النقل التي تكبدهم نفقات إضافية كبيرة… وأكدوا أن عدد المربين في تناقص مستمر وربما ستخرج هذه المهنة من تحقيق الإنتاجية إذا استمرت الأوضاع على هذا المنوال…
رئيس غرفة زراعة حمص أحمد كاسر العلي أكد في تصريح لـ” العروبة” أنه يتم العمل على استصدار قرار من وزير الزراعة لتسوية أوضاع المداجن غير المرخصة في المحافظة ليستفيد أصحابها من المقنن العلفي و هو قرار ربما يساهم ولو بنسبة بسيطة في دعم المربين الذين تغيب عنهم كل سبل الدعم وخاصة المحروقات وهي المادة الأهم في الخدمة والأكثر تكلفة مؤكداَ أن نسبة المداجن العاملة بشكل عام سواء كانت مرخصة أم غير مرخصة انخفضت بشكل كبير و العاملة حالياَ لا تتجاوز نسبتها 20-30٪ بعد تعرضهم لخسائر كبيرة خلال الفترة الماضية فمنذ بداية العام الحالي تقريبا وصلت تكلفة كيلو الفروج اللحم إلى 7400 ليرة بينما سعر المبيع حوالي 5500 وتكلفة الصوص 1400 بينما كان سعر المبيع 400 ليرة فقط و الكلام ينطبق على أسعار مبيع البيض وهي أرقام لاتغطي التكاليف والفرق هو خسارة بالكامل يتحملها المربي فقط الأمر الذي أدى لخروج المربين الصغار من العمل موضحاَ أن الأسباب تعود لارتفاع سعر العلف بشكل كبير وانخفاض كميات المقنن الذي تقدمه مؤسسة الأعلاف والتي لاتصل لربع الكميات اللازمة وغياب الكهرباء و غياب دعم المحروقات بشكل كامل صيفاَ وشتاءَ .. مؤكداَ أن كل هذه التحديات تبعد سورية عموما عن تحقيق الاكتفاء الذاتي وعن أسواق التصدير بشكل كامل نظراَ لارتفاع الأسعار إذ أصبحت تكلفة التربية في سورية أغلى من تكلفة التربية في كل دول الجوار وبالتالي أصبحنا بعيدين عن المنافسة.. كاشفاَ أن وجود دورات مقنن علفية إضافية لدعم المربين بالمحروقات ومساواتها ولو بمنشآت الإنتاج الصغيرة أمران من شأنهما بث الروح في هذا القطاع المتهالك…
رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين بحمص الدكتور أحمد شحود أكد أن قطاع الدواجن يمر بهذه الأثناء بأسوأ حالاته لعدة أسباب مترافقة أولها غلاء الأعلاف المرتبط بسعر الصرف وبخاصة الذرة الصفراء والصويا بالإضافة لارتفاع أسعار الأدوية المرتبطة أيضاَ بسعر الصرف بالنسبة للمواد الفعالة وصعوبة تأمين مستلزمات التدفئة وغلائها بشكل جنوني ، مؤكداَ أن سعر تكلفة الكيلو الواحد من الفروج اليوم تصل إلى حوالي 9000 ليرة بالحالة التي تكون المزرعة فيها خالية من الأمراض… وأوضح أن خسائر المربين تجاوزت الملايين في كل فوج وعدد المداجن العاملة حالياَ لايتجاوز ٥٠٠ مدجنة بأحسن الأحوال من أصل ألفي مدجنة مرخصة و ٨٠٠ غير مرخصة.. مشيراَ أن المربين الصغار أغلبهم توقف عن العمل والمربين الكبار يعملون بطاقات منخفضة مؤكداً انه قبل الحرب كان نسبة ٢٠ ٪ من سكان سورية تستفيد من العمل بقطاع الدواجن أما اليوم فإن عزوف الكثيرين عن العمل تسبب بآثار سلبية على اليد العاملة أيضاَ>
وأضاف شحود : من المتوقع إذا استمرت الأمور على حالها أن يشهد قطاع الدواجن انهياراَ تاماَ وخاصة إذا لم تتم معالجة مشكلة الأعلاف ، وإيجاد سبل لدعم المربين و التوجه نحو زراعة الصويا و الذرة الصفراء عن طريق وضع خطة زراعية مثل خطة القمح ..
أخيرا :
إن الحاجة أصبحت ماسة لإيجاد حلول تمكن المربين من تخفيف خساراتهم والاستمرار بعملهم ولابد من الأخذ بعين الاعتبار المقترحات التي يقدمها متخصصون بغية الوصول للهدف المنشود وإنقاذ قطاع الدواجن قبل انهياره بشكل كامل .
… العروبة – محمد بلول