ثمة أماكن لا تبرح الذاكرة ، وثمة ناس لهم حضورهم الأنيق.
جمال المكان أمر مهم ،والأهم جمال الروح والخلق، وفي شين يتماهى جمال الطبيعة مع جمال الخلق والعادات والتقاليد العريقة .
هنا تشعر بأنك مع أهلك وأبناء بلدتك ..!!
السوريون كما يقول عالم الآثار ” ماتينيه” ودودون ومرحبون وقلوبهم وعقولهم مفتوحة للآخر.
كنت على موعد معها.
ووجدت نفسي في “شين” البلدة الشامخة على سفح جبل شامخ لا تستطيع ضبط ساعة يدك على موعد المغادرة كما تضبطها على موعد اللقاء.
وجوه باسمة ، مشرقة ، كلمات ندية وعبارات رقيقة… هؤلاء هم أهلنا في شين .
تحيط بها أشجار الزيتون والعنب والتين ، درة ” جبل الحلو” هي شين كأنها أميرة تنظر إلى ما حولها من الأعلى ، وهي تبتسم كأنها عروس في هودج فاخر ..
فخامة الاسم ، وفخامة الموقع، والكلمات النابعة من قلوب أهلها.. تجعل قلبك يرقص فرحاً بلقاء هؤلاء وتتمنى لو تزور شين دائماً.
في شعبة شين ، تجمع كثيرون لحضور المحاضرة التي ألقيتها عن عوامل صمود سورية بوجه المؤامرة الكونية ، أحدهم قال لي وهو يشير إلى لوحة الشهداء ” هؤلاء صنعوا انتصارنا” وكان أبلغ من كل ما سأقول .
ثمة طلاب كنت في سالف السنين معلماً لهم جاؤوا لمصافحتي وكل واحد أو واحدة يقول ” هل تذكرني يا أستاذ؟!” . البعض أتذكره والبعض يخذلني الزمن والذاكرة.. فأعتذر.
المعجم الجغرافي السوري يقول كلاماً عادياً عن “شين” المعاجم تقدم البلدان والمدن بجفاف ولا تستطيع أن تبث الروح في الكلمات نقرأ:”شين أرض الزيتون والعنب والتفاح والتين .. والأهم أرض حضارة وتراث عريق وناس تجمعهم أسرة واحدة اسمها” شين” تنتمي للأسرة الكبيرة”سورية”
شين جبل يتعلق بالقلب والذاكرة.. جبل يعرف بالطيب والمروءة ، وناس هم سلالة آباء وأجداد لهم قيم وحضور ونضارة وعراقة على مدى الدهور…
عيسى إسماعيل