لا تستطيع أن تكتب عن الازدحام الشديد على الطرقات في مدينتنا العدية إلا وأن تحمل قلبك إلى جوار قلمك لتجسيد حال موجع بائس يائس تلامس فيه الجانب الإنساني لشباب مقبلين على الحياة يخوضون معركة أحلام وطموحات وأوضاع معيشية ضاغطة تزيدها قسوة ومرارة أزمة نقل خانقة ذهاباً وإياباً يعني فوق” الموتة عصة قبر ”
مكابدات وشجون يومية لا يمكن تخيلها والركض أصبح سمة ملازمة للمواطن مهما كانت صفته موظفاً كان أو طالباً جامعياً…. والجهات المعنية تعجز عن إيجاد حل وتكتفي “بالوعد يا كمون ” والسؤال إلى متى ؟
فحالة الازدحام على الطرقات وأمام الجامعة خاصة وفي أوقات الذروة حدث ولا حرج ،مأساة بكل معنى الكلمة وكثيرة هي المشاهد ،صور وفيديوهات توثقت وعرضت على وسائل التواصل الاجتماعي علها تحظى بمتابعة واهتمام الجهات المعنية لكن يبدو أنه لا عين ترى ولا أذن تسمع ،والولوع بالعزف على شماعة الأزمة سيد الأحجيات المكررة لواقع نقل عاثر لو تمت إحاطته من جميع جوانبه لكان أفضل حالاً لكن قلة المتابعة وعدم الالتزام والفوضى تنقلنا دائماً من سيئ إلى أسوأ …فبعد قيلولة صيفية تستيقظ الجهات المعنية من سباتها فجأة على حال يكون أكبر بكثير من مقاس حلولها المتعثرة التي لم تهيئ لها أو تحتاط بتنظيم ومسؤولية والتزام …
الازدحام على الطرقات تحول إلى طقس يومي ،وحل أزمة الاختناق هذه تقتضي العمل ليل نهار ،نعلم بأنه يوجد أزمة اقتصادية وبالتالي أزمة محروقات ولكن بالمقابل يوجد أزمة فوضى وأزمة أخلاق وفساد تحتاج لإدارة فاعلة في الحد من التجاوزات والسرقات ووضع الحصان أمام العربة ليكون التخديم لازماً وملزماً تحت طائلة المسؤولية والعقوبات .
حلم شدود