التربية عالم فسيح لا يمكن حصره بين إرشادات وتعليمات فالحياة تفرض على الأهل ابتكار طرق جديدة باستمرار لتربية الأبناء .. فليس من المعقول أن يترك الأطفال يكبرون على العفوية بغياب المراقبة والتربية ويكونون أفرادا غير فاعلين مستقبلا أو يتربون في أسرة منضبطة بقوانين صارمة فيعيش الأطفال وهم لا يعرفون سوى الأوامر ويكون الاستماع للأطفال ليست من أولوياته، فبين هذا وذاك يضيع الأطفال. ..فهل من طريقة للتربية بعيدة عن التشدد الصارم والدلال المفرط.
تقول المرشدة الاجتماعية نهلة إبراهيم : إنني أم وأحب كباقي الأمهات أن أربي ولدي بلطف بدون عنف جسدي أواستخدام أسلوب الضرب أو الصراخ عليه أو السخرية منه …هذا لا يعني أنه أنني لا أنزعج من تصرفاته فألجأ إلى إتباع أسلوب اللامبالاة معه وحرمانه من الأشياء التي يحبها ، وربما أتصرف بطريقة مفاجئة وحتى عنيفة، وتصل لدرجة لا أستطيع التحكم بنفسي خاصة مع الظروف القاسية التي نعيشها مما يجعل العنف مدفون بداخلنا باستمرار ..
وأضافت : نحن لسنا بعيدين عن فقدان السيطرة على تصرفاتنا وخصوصاً عندما نكون متعبين وغالبا ما نكون كذلك ، لكن إذا حدث هذا، سيكون سلوكا خاطئا وليس في مصلحة الأبناء ..
وبينت أن هناك بعض الأسر لا تتفهم أسس التربية بالشكل الصحيح .. و البعض الآخر يجادل ويدافع عن طريقته بالتربية، حتى أولئك الذين يؤيدون منع الصفع أو الصراخ، يخافون من إلغاء العقوبة ويتساءلون كيف سيفهم الأولاد على أهلهم في كثير من المواقف ؟!!
وأشارت أن بعض الأهالي مبدعون في العقوبات التي يفرضونها على أولادهم، موضحة أن كل العقوبات التي يقررها الأهل بشكل تعسفي رداً على سلوك أبنائهم تهدف إلى حرمان الولد من شيء ما لكي يفهم أنه يجب ألا يفعل ما فعله قد يكون حرمان الولد من لعبة، أو من نزهة أو هدية ، و رفض منحه شيء كان يتوقع الحصول عليه،و رفض معانقته أو اللعب معه أو تخصيص وقت له..
علما أن أغلبية الأهل يلجؤون إلى العقاب بنية حسنة في التربية، في جعل الولد يفهم ويطبق القواعد ويحترم حاجاتهم الخاصة، حرصا عليه مستقبلا وحتى يكون قادرا على تجاوز الصعوبات والمشاكل التي قد تعترضه لاحقا في حياته العملية .. .
ونوهت إلى فكرة ضرورة تنفيذ العقاب إذا هددنا به الولد حتى يتعظ ويدرك أن نتيجة الخطأ سيكون العقاب على قدر ذلك السلوك الخاطئ ..
ولكن المشكلة أن بعض الآباء يعتقدون أنه لكي يتصرف ابنهم أفضل، يجب أولاً جعله يشعر بالألم ..وهذا لا معنى له وهو تفكير غير صائب ..
ثم يأتي الجزء الأهم وهو التربية على تحمل المسؤوليات، رغم أنه أمر في غاية الأهمية فإسناد مسؤولية تلو الأخرى للأطفال في وقت مبكر تبني شخصياتهم وتتم تهيئتهم إلى النضوج الفكري والاستقلالية وتحمل المسؤوليات منذ الصغر كون ذلك يحسن ثقتهم بأنفسهم و يهيئهم للتغلب على كثير من العقبات التي ستصادفهم في حياتهم المستقبلية .
بشرى عنقة