اعتماد كبير على الأطباء المقيمين …ومطالبهم يغض الطرف عنها … أطباء مقيمون : حرمنا من الوجبة الغذائية واللباس رغم تعرضُنا للأشعة والمواد الكيماوية ..
يبدأ طلاب الطب البشري بعد تخرجهم التدريب على الاختصاص الذي يرغبون به فيفرزون للعمل كمقيمين في المشافي التابعة لوزارة الصحة أو التعليم العالي لكن لهذه الشريحة هموم و معاناة تؤرقهم يومياً خاصة و أن هؤلاء لا يستطيعون التوفيق بين مستلزمات التخصص في المشفى لقاء راتب شهري لا يكفي و بين العمل خارج المشفى في مهن أخرى لتدبر أمورهم و متطلباتهم المعيشية من جهة أخرى مما ينعكس على واقع العمل بشكل سلبي و بالتالي على المرضى و هنا نتساءل هل تلبي المشافي الحكومية طموح طلاب الدراسات العليا (المقيمين) فيها و هل الإمكانات و التجهيزات الموجودة تلبي الطموح و تساهم في تزويد الأطباء بالخبرة اللازمة للحياة العملية لاحقاً ..
العروبة التقت بعض الأطباء المقيمين ” طلاب الدراسات العليا” و حاولنا نقل همومهم و معاناتهم مع ضغط العمل و الإمكانات المحدودة رغم الجهود المبذولة …
الأطباء علاء عوض و فاضل كساب و يوسف مخول طرحوا العديد من الصعوبات التي تعترض عمل الطبيب المقيم و أهمها ضغط العمل الكبير و نقص بعض أنواع الأدوية بشكل متبدل و قلة الاستقصاءات الخدمية مما يؤخر عملية التشخيص و العلاج و يخلق حالة من القلق بين أهل المرضى و الطبيب و أشار د. يوسف مخول إلى اختلاف عدد المقيمين بالاختصاصات مما يزيد من ضغط العمل و المناوبات بشكل كبير منوهاً أنه قد يراجع قسم الإسعاف يومياً بين 300-400 مريض و أحيانا قد يزيد عن ذلك إضافة إلى مرضى العيادات و المخبر قد يراجعه حوالي 200 مريض يومياً وأوضح أن المهام الملقاة على عاتق الطبيب المقيم كبيرة علما أن المقابل المادي المخصص للأطباء قليل و هو لا يتناسب مع المناوبات المستمرة و الطويلة و تكاليف الحياة المعيشية الصعبة منوهاً بأن المشفى”الباسل الإسعافي في حي الزهراء” يخدم عددا كبيرا من أبناء محافظة حمص ” ريفاً و مدينة ” ويقدم خدمات كثيرة ومتنوعة للمرضى مع توفر الأجهزة الطبية مثل ايكو قلب –تنظير ايكو علوي – الجهاز القوسي ” مما يتطلب جهداً مضاعفاً من الأطباء المقيمين..
الدكتور فاضل كساب قال :نعاني من ضيق المكان المخصص للسكن قياساً للعدد الكبير لطلاب الدراسات العليا و عدم توفر اللباس و الوجبة الغذائية الداعمة علماً أننا بحاجة ماسة لها كون الأطباء المقيمين يتعرضون للأشعة كما نوه إلى حاجة الطالب ” المقيم ” إلى الدعم المالي لاستكمال الأبحاث العلمية بما يفيد المجتمع بشكل عام و أكد أن الخدمة الطبية تقدم على مدار اليوم سواء في العيادات أم في قسم الإسعاف ” معالجة الحالات الباردة و حتى الأشعة بما يزيد من ضغط العمل يومياً..
قمنا بنقل هموم الأطباء المقيمين في مشفى الباسل بحي الزهراء إلى الدكتور ناصر إدريس رئيس المشفى لمعرفة الإجراءات المتخذة للتخفيف من معاناة الأطباء المقيمين مما ينعكس على أدائهم في العمل بشكل أفضل الذي قال: يقدم مشفى الباسل بحي الزهراء خدمات طبية كثيرة على مدار اليوم لجميع المراجعين بمختلف عياداته إضافة لمخبر المشفى الذي يوفر معظم أنواع التحاليل يوميا حيث يراجع المخبر يوميا ما يقارب ٢٥٠مريضاً وبين أن نتائج التحاليل أصبحت تصدر مابين ١٢ – ١ ظهرا كأقصى حد حتى يتمكن المريض من مراجعة طبيبه الاختصاصي علما أنه تم تحديد الوقت من السابعة والنصف حتى التاسعة والنصف صباحا لسحب العينات للتحاليل بما يتناسب مع القدرة الاستيعابية للأجهزة.. أما التحاليل الاسعافية فهي على مدار اليوم متوفرة مشيرا إلى جودة تلك التحاليل ودقتها واعتمادها من قِبَل الأطباء قبل إجراء أي عمل جراحي.. ويوجد لدينا خمسة غرف عناية مركزة فيها ١٢ سريراً ويبلغ عدد الأسرة بالمشفى ١١٥ سريراً ونسعى لزيادة العدد ويصل عدد العمليات شهريا مابين ٤٠٠ – ٤٥٠ عملية جزء منها عمليات نوعية.. أما بخصوص طلاب الدراسات العليا فقال :يبلغ عدد الأطباء المقيمين في المشفى بحدود 100 طبيب وبين أن اختلاف عدد المقيمين بالاختصاصات هي مسألة عرض وطلب حيث تقوم مديرية الصحة بفرز طلاب الدراسات العليا على مشافيها علما أن هناك اختصاصات لا يتم التقديم عليها من قبل المقيمين نعاني من ضيق المكان قياساً لعدد المقيمين ونسعى لإجراء توسع و إضافة أسرة طابقية لتستوعب جميع الأطباء الموجودين والذين يعملون على مدار اليوم نتيجة لضغط العمل ولقلة عدد الأطباء الاختصاصيين لبعض الاختصاصات ..موضحا أنه يتم الاعتماد على الأطباء المقيمين بشكل أساسي وزجهم بالعمل ويتم الإشراف على المواد العلمية من خلال المحاضرات والزيارات الصباحية والمشاورات المستمرة …وبالنسبة للأدوية قال أوضح أن غالبية الأنواع متوفرة ويتم توزيعها على مرضى المشفى حيث تعمل مديرية الصحة على تأمينها وخاصة لمرضى الأورام إضافة لتأمين المادة الظليلة لقسم الأشعة.. ونقدم خدمات التصوير” طبقي محوري ” أيضا كما أجاب الدكتور ناصر عن بعض التساؤلات والشكوى من المرضى فيما يتعلق بقلة مياه الشرب وعدم التخلص من النفايات الطبية بالشكل الصحيح قائلا : شبكة مياه الشرب العامة جيدة وفي حال وجود نقص يتم التواصل مع مؤسسة المياه حيث يتم تأمينها بواسطة الصهاريج (حسب كلام رئيس الجاهزية في المشفى) .. أما فيما يتعلق بآلية التخلص من النفايات الطبية فقالت رئيسة التمريض العام غزوة الجهني أنه يتم متابعة هذا الموضوع يوميا وقد تم مؤخراً نقل الحاويات الخاصة بهذه النفايات إلى داخل سور المشفى بعد أن لاحظنا قيام بعض (النباشين) بفتح الأكياس الصفراء الخاصة بحاويات النفايات الطبية مما يعرض حياة الجميع للخطر ولم تتكرر هذه الحالات بعد ذلك نتيجة المراقبة المستمرة حرصا على الصحة العامة للجميع..
بشرى عنقة – مها رجب
تصوير : إبراهيم حوراني