تزخر الساحة الفنية بالأصوات الغنائية، إلا أن عددا قليلا ، استطاع أن يصنع مسيرة فنية غنية ومنوعة كما فعل الفنان القدير أنور سمعان الذي يعد من أهم الأصوات السورية و التي استمعنا إليها عبر أثير إذاعة “دمشق” في فترة السبعينيات وحتى بداية ثمانينيات القرن الماضي، وأروع من غنى للعندليب الأسمر “عبد الحليم حافظ”، وهو عازفٌ من الطراز الرفيع على آلة الغيتار ، ورغم توقفه عن الغناء و تقدمه في العمر إلّا أن لصوته وأدائه وقع خاص في آذان مستمعيه .
شغف كبير
وللإضاءة على أهم محطات حياته حدثنا قائلا : نشأت في أسرة متواضعة في حي باب السباع ،ودرست في مدرسة “القديس انطونيوس” حتى المرحلة الإعدادية ، لكن الولع والشغف الكبير بالغناء والموسيقا دفعني للاهتمام بهما والمتابعة والتفرغ لهما ،و انتسبت إلى نادي دوحة الميماس ، ودرست الموسيقا على يد خبرات وطنية بالنادي ، وفي عمر 18 سنة بدأت بالدروس على آلة الغتيار على يدي ” طوني سلوم “وخلال وجودي في نادي دوحة الميماس تعرفت على الموسيقي ” عدنان عبد النبي “رحمه الله وشجعني و قدم لي بعض الألحان الغنائية .
و في عام 1958 قدمت تجربة غنائية في إذاعة دمشق ونجحت
و في عام 1967 قدمت أيضا تجربة غنائية ونجحت وكنت من الفائزين بالفحص الغنائي، و انتسبت إلى نقابة الفنانين عام 1966 وأصبحت عضوا فيها وصنفت في إذاعة دمشق كمطرب عام 1969، ونقلت إلى الإذاعة السورية لمدة سنتين ندبا ، وبعدها عدت إلى عملي في وزارة النفط ، ومارست الغناء في فترات مختلفة ، وفي سنة 1974 توقفت عن الغناء .
دروس في الموسيقا
وعن التشجيع الذي حظي به قال : بالنسبة للتشجيع كان هناك تشجيع كبير من الأهل ومن الأصدقاء اخص بالذكر الفنان زيد حسن أغا وله فضل كبير علي ،وكنا نشترك في العديد من الحفلات ، ونسافر أسبوعيا لتعلم الموسيقا حيث كنا نأخذ دروس عند أهم الموسيقيين السوريين لمدة سنتين ،وبذلك عززتُ من تعليمي الذاتي في مجال الموسيقا والثقافة الموسيقية .
وعن اللون الغنائي الذي يقدمه قال : الغناء العاطفي وقدمت للإذاعة السورية عدة الحان غنائية شعبية عاطفية و وطنية وغنيت عدة أغان من الحان كبار المؤلفين والموسيقيين السوريين .
كل فن غنائي جميل
وعن المطربين الذين تأثر بهم قال : استمع لـ محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ و أم كلثوم ووديع الصافي وصباح فخري ، وملحم بركات وماجدة الرومي وجوليا بطرس و السيدة فيروز ولكل فن غنائي حديث جميل .
وعن أعماله الغنائية الخاصة قال : لدي حوالي 25 أغنية خاصة أو أكثر في الإذاعة السورية كما لدي عدة تجارب بالعزف والأمسيات في لبنان وحمص ومسارحها .
فسحة أمل
وعن رأيه بواقع الأغنية السورية قال :الأغنية السورية تتخبط مابين الحديث والقديم وهناك أغان جميلة أحيانا تخرج علينا بين الحين والآخر، ولكنها قليلة جدا إلا أن الأغاني الهابطة كثيرة و تطغى على الموسيقا الراقية القديمة التي كنا نستمع لها في الستينيات والسبعينيات ، ولكن هناك فسحة أمل ، وهناك فنانون كبار نستمع لهم .
هيا العلي