صدرت حديثاً روايتا ” من الحلم إلى الخراب” و” سيرة آل الحكمدار” للروائي المحامي عبد الغني ملوك حيث يتناول في رواية ” من الحلم إلى الخراب” حياة الجزائري طاهر بو منجل وقصة الحب الذي يتحدث عنها خاله العميد هواري بومنجل الذي درس في الكلية الحربية في سورية وبحمص بالذات حيث يقول : هذه المدينة التي سيكون لها شأن في حياتي وفي قلبي فيما سيأتي من أيام وقد تكون فيها نهاية المطاف من يدري؟ وليس من طبع الليالي الأمان ..
ويتابع…عندما التقيت خالي قال:(السوريون أهلنا وقفوا إلى جانبنا أيام الاستعمار الفرنسي, وبعد الاستقلال , وفي كل المراحل والفترات, وتبرعت نساؤهم بمصاغها لنصرة جبهة التحرير. وطلابهم بكتبهم ومراجعهم . نعم بالكتب العربية والروايات لتكريس العربية , بعد مائة ونيف من الفرنسة , التي لم تستطع طمس اللغة الأم , إن السوريين طيبون …متعاونون …ومعشرهم حلو)…
وعرج الكاتب على علاقة طاهر بو منجل بزميلته على مقاعد الدراسة مها عبد القادر السورية الحمصية الجديرة بالحب والاحترام واللهفة وهي الحب الأول للبطل الذي يقول…
“كنا ندرس في ذات الفرع ورغم بعد المسافة بين سورية والجزائر جغرافياً واختلاف بعض العادات إلا أنني شعرت وكأننا توائم روح…”
ولم تخلُ الرواية من الحس الوطني العالي ويتضح ذلك عندما يطلب طاهر يد مها للزواج فتقول له”طاهر بو منجل اذهب إلى بلدك وابنِ نفسك وأدّ رسالتك تجاه وطنك ثم عد إلي وقد نضجت وخدمت بلدك ورددت له الجميل …سأنتظرك مهما طال الزمن.
وتتابع البطلة: سأبني نفسي بنفسي وأزيد ثقافتي ثم ألتفت إلى بناء أسرة و أنجب نسلاً صالحاً…
فهي تعتقد أن خدمة الأوطان أولى من أنانية الإنسان ….
ومشيراً في الرواية الثانية أنها لا تستهدف أشخاصاً معينين أو أسراً بذاتها ولا مهاجرين أصبحوا سوريين صالحين , إنها تأريخ لمرحلة من حياة السوريين .
الروايتان جديرتان بالقراءة لما تتمتعان به من متعة وذائقة أدبية رفيعة المستوى..
يذكر أن الروائي عبد الغني ملوك محام من مدينة حمص مارس المحاماة لمدة ثلاثين سنة بدأ حياته العملية ضابطاً مظلياً في الجيش العربي السوري وذلك في عام 1968 ,خاض حرب تشرين التحريرية ونال عدداً من الأوسمة …
ألف عدداً من الروايات منها السوسن البري – أحلام الذئاب- مجامر الروث- في قبو الدير وأواخر الأيام وغيرها…, وهو عضو اتحاد الكتاب العرب في سورية ومحاضر دائم في المراكز الثقافية بحمص وفي رابطة الخريجين الجامعيين وفي الجمعية التاريخية…
مها رجب