مفارقات كثيرة تعيش تفاصيلها الموجعة و أنت تقصد مديرية النقل بحمص من أجل فراغ مركبة و من ثم إكمال رحلة التعب في شركة تكامل لتحصل على مادة الدعم المتعلقة بمركبتك التي فرغتها فالقطع و الوصل و العسر و السير على الدرب دون الوصول إلى الحاجة المطلوبة تماماً كل هذا يتأتى تباعاً و أنت تتابع سيرورة المعاملة من ألفها إلى يائها.
جزئيات كثيرة كان يمكن تخطيها و استدراكها توفيراً لوقت المواطن و راحته و يمكن للجهة المعنية ” مديرية النقل ” الواقعة في جنوب حمص أن تجد حلا لها كورقة ” براءة ذمة المركبة” مثلاً و التي تتطلب ختماً من مرور حمص ” شمال حمص ” مع انه سابقاً كان المواطن يحصل عليها من داخل مديرية النقل عن طريق “مفرزة” تابعة للمرور موجودة بالمبنى ذاته و لا نعلم ما الحكمة من هذا التعب من أقصى الجنوب إلى أقصى شمال المدينة و تبقى كل هذه الإجراءات أيسر و مقبولة أكثر مما سيعانيه المواطن لاحقاً بعد توجهه إلى الأصعب و الأعجز لمتابعة الإجراءات في شركة تكامل الموجودة ضمن البناء ذاته حيث لا حياة لمن تنادي سوى مرور الزمن دون طائل وشحن المواطن بالمواجع و الأسى…. مواطنون نساء و رجال كبار سن قدموا من تدمر – المخرم – السخنة – الغنطو منذ الصباح الباكر لتسجيل دور و الوقوف بما يتجاوز الثماني ساعات و أكثر ضمن بهو مكان ضيق يحمل ما تيسر من القمامة المتناثرة وأوراق و أعقاب سجائر و أوساخ و كل ما من شأنه جلب الأمراض و الأسى لقلب من “العجور منجور” و كثيرة هي حالات الإغماء التي تقع بين الفينة و الأخرى نتيجة الوقوف والانتظار الطويل و التدافش و الزحمة بما يعزز من ارتفاع ضغط أو إنذار بالجلطة ..
وضع مأساوي و تحرك بطيء بإجراء المعاملات التي يحتاج بعضها “كورقة كشف اطلاع” إلى توقيع و ختم من دائرة النفوس الموجودة أيضا في أقصى شمال المدينة يعني فيما يعنيه انك ستعاود رحلة التعب في اليوم التالي لتسجل دوراً جديداً و تتابع رحلة الأمس باقتدار من بات الركض صفة ملازمة لحياته إضافة إلى ذلك يتفاجأ المواطن بعدم وجود بطاقات يعني إحالتك إلى مركز آخر والطين يزداد بلة عندما تأخذ البطاقة دون تفعيل مرفقة بأرقام تكامل التي ستتواصل معها من أجل تفعيل الدعم وهكذا..
و يسأل المواطن عن العقلية التي تدير مؤسساتنا التي يفترض أن تبحث عن حل إنساني تحترم به آدمية المواطن فوجود نافذة واحدة ملمة بكل ما يمكن أن يطلب من المواطن في هذا المكان يوفر الكثير من الوقت و الجهد .
هموم كثيرة لا تختزل بكلمات أو عبارات سوى أن الغصة و الحرقة باتتا صفتين ملازمتين لوجع يتأصل و يكبر شيئاً فشيئاً.
حلم شدود