نبض الشارع…بين حانا ومانا                                  

يقال إن البقرة تدر ربحا ً يعادل رواتب أربعة موظفين وأكثر، إلا أن الغلاء الفاحش لمادة الحليب ومشتقاته من أجبان وألبان في أسواقنا  يضع العقل في الكف ويصعب عليك أن تفك أحجيات ارتفاع سعر المادة التي لا تتناسب مع راتب متهالك منتوف يساوي أربعة كيلو شنكليش عدا ً ونقدا ً ..

المربي يشتكي ويتظلم من أسعار الأعلاف وبأن كلفة إطعام البقرة كبيرة قياسا ً بالمردود الذي يصل إلى يديه إضافة أن التجار يقاسمونهم أتعابهم ولا ينالهم من  لهاثهم وجهدهم المضني سوى الفتات بمعنى أن التاجر يحرز قصب السبق في الاستحواذ على الربح .. وريثما تصل المادة ليد المواطن تكون مصفاة من الدسم وسعرها لا يقارب..

فأطفال كثر فطموا عن حليب أمهاتهم وتابعوا فطامهم عن كل منتجات الحليب البقري ومشتقاته لأنه ليس بالسهولة شراء – فقط – كيلو حليب واحد بسعر 3000 ل.س كل يوم فما بالك إذا تابعت الأسرة ( بذخها ) واشترت معه كيلو لبن بـ 3500 ل.س يعني حكم على الراتب بالإعدام وحكم على العائلة بالصيام مدى الشهر وهلم ؟

وهكذا تورد الإبل في ظل حياة اقتصادية معيشية صعبة للغاية باتت الجهات المعنية  فيها حيادية لا تربطها بالمواطن  سوى شعارات واجتماعات وتشكيل لجان وصرفيات وقرارات لاتسمن ولا تطعم من جوع .. هذا إن لم نقل إن الجهات التموينية المعنية بحماية المستهلك تعزز الغلاء من خلال نشراتها السعرية غير المتوازنة والتي تأتينا غدراً على أساس أنها تثبت الأسعار وتعطيها مشروعية والحقيقة أنها تطفح الكيل وتزيد المادة اشتعالا ً وهذا ليس جديداً فالنشرات التموينية  لكثير من المواد تزيد تسعيرتها عن تجار السوق الذين سرعان ما يراجعون أنفسهم بوضع تسعيرات أخرى وفق  النشرات التموينية الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ..

معظم العائلات السورية غارقة في الديون ومائدة الفقير باتت معدمة من أدنى متطلبات الحياة ، في ظل واقع كل يغني فيه على ليلاه… وليلى المواطن ضائعة بين حانا ومانا .

حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار