مياه عصر الزيتون ” الجفت ” ضارة أم نافعة ؟

مع تزايد انتشار المساحات المزروعة بأشجار الزيتون في سورية ، ازداد الاهتمام بصناعة استخراج زيت الزيتون من خلال وجود معاصر متعددة منها معاصر ذات مكابس حديثة استطاعتها الإنتاجية مرتفعة ، ومعاصر حديثة تعتمد مبدأ الطرد المركزي ( استخدام الطرد المركزي أو القوة النابذة في المرحلة النهائية من المعالجة لفصل الزيت عن مياه عصر الزيتون ( الجفت) التي أصبحت تشكل مشكلة أخرى من مشاكل تلوث البيئة طالما ترمى في أي مكان بشكل مباشر ودون معالجة مسببة أضراراً للمياه السطحية والجوفية والتربة والبيئة بصورة عامة  وهناك آراء مختلفة حول طبيعة هذه المياه ومدى خطورتها أو فائدتها .

أضرار مياه الجفت

التقت العروبة الدكتور فايز البيطار الذي أبدى رأيه في هذا الموضوع  قائلاً : تحتوي مياه الجفت على نسبة عالية من مركبات بولي فينولات التي تعطي المياه اللون الداكن ، إضافة إلى نسبة من الزيت ، وتتألف مياه الجفت من 83% ماء و15% مواد عضوية و2% مواد معدنية  ويتم تصريف مياه الجفت غير المعالجة إلى الطبيعة وهذه الطريقة لها أضرار كبيرة على التربة حيث يؤدي ذلك إلى اختناق التربة وتشكل قشور طينية وإصدار روائح كريهة مما يقلل من خصوبتها، كما أن وجود الأحماض العضوية والمركبات الفينولية يؤدي إلى تضرر النباتات والأشجار عند سقايتها بمياه الجفت مباشرة وبالنسبة لمياه المجاري تؤدي نسبة الحموضة والعوالق إلى تآكل البيتون والقساطل في محطات معالجة مياه الصرف الصحي .

أما المادة الثانية الناتجة عن عصر الزيتون ( البيرين أوالعجروم) فتستخدم كوقود للمنشآت الصناعية .

مياه الجفت مفيدة

خبير تقنيات زيت الزيتون – محمد فايز الأصفري – له رأي آخر – حيث قال:

إننا في سورية لسنا أول دولة تتعامل مع هذا الموضوع فهناك بعض الدول

( إسبانيا – إيطاليا – اليونان – تونس ) تنتج معاصرها كميات من مياه الجفت أكثر مما تنتجه المعاصر في سورية  ويمكن معرفة الطرق التي استعملوها في المعالجة واختيار الأقل وتطبيقها  وحسب التحاليل التي أجريت بكلية الزراعة في إحدى الجامعات السورية منذ عدة أعوام فإن جميع مكونات مياه الجفت موجودة بنسب مقبولة  مما ينفي وجود تلوث عضوي أو معدني ويمكن استخدامها لري الأشجار المثمرة أما استخدامها لري الخضار فقد يؤدي إلى التأثير على النمو الفتي .

إن جميع الدراسات والأبحاث التي أجريت حول ماء الجفت في عدد من الدول بينت التأثير الإيجابي لإضافة هذه المياه إلى التربة المزروعة بالحبوب أو الخضار أو الأشجار المثمرة .

وقد تضمنت النتائج المعلومات التالية :

– تحسين الخواص الفيزيائية والكيميائية والنشاط الميكروبي في التربة.

– زيادة النمو الخضري والإنتاج الثمري بشكل واضح .

– خفض نسبة استخدام الأسمدة الكيميائية

ما بين الآراء المطروحة سابقاً يبقى الموضوع دون حسم بانتظار جهة علمية متخصصة لتعطي رأيها الصحيح في كيفية التصرف بمياه الجفت بشكل مفيد للأراضي الزراعية ، ودون أن يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية ..!

رفعت مثلا

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار