أخذ يحتسي قهوته في كوب بلاستيكي اشتراها من بائع قريب منه وهو ينظر بأسف على مدفأته المستعملة المعروضة للبيع والألم يعتصر قلبه …
كان يجلس القرفصاء على قارعة أحد أرصفة المدينة حيث يفترش الناس بضاعتهم المستعملة والتي اضطروا لبيعها والاستغناء عنها رغم حاجتهم لها …؟!
راقبته قليلاً واقتربت منه كي أتبين ملامح وجهه ، لأستفسر عن سعرها فقال : أبيعها بأقل من قيمتها… فقد اشتريتها منذ عامين…كنا نشعلها عند الحاجة القصوى والبرد الشديد فقط … فبادرت بالسؤال : وهل لديك عائلة ..؟ ..نعم بالتأكيد …أسرتي مكونة مني ومن زوجتي وثلاثة أطفال … أصغرهم ابن عامين ولد في ذات اليوم الذي اشتريت به هذه المدفأة …وتابع : لا قدرة لي على شراء المازوت … وبانتظار مخصصات الدفعة الأولى ؟!… ولا أمل !
لذلك قررت أن أبيع المدفأة كي أشتري الغاز لنطبخ و نأكل … ولنشتري الطعام …
كنت أتمنى مساعدته ولكن حالي ليس بأفضل من حاله…
تنهدت قليلاً… علّ الفرج قريباً والألم يعتصر قلبي على حالي أولاً وعلى حال الكثيرين من أبناء جلدتي.
وأخذت أردد مع نفسي … هو زمن الحرب .. الذي أخذ معه الاستقرار والأمان والرخاء…
نبيلة إبراهيم