نبض الشارع …  قرارات لكوكب آخر ..

 

تسأل العامة  دائماً كيف تطبخ القرارات وما الهدف المرتجى من قرار لا يراعي الإمكانيات المادية المتاحة ولا يحمل من المنطق شيئاً يذكر سوى التعجيز والضغط..

فالقرار التربوي والذي فحواه اختبار موحد لمرحلة التعليم الأساسي(حلقة أولى) – وإجابة التلميذ على ورقة الأسئلة نفسها بالقلم الأزرق وزمن الاختبار تسعون دقيقة،

انتهى القرار أو التعميم.. يسأل المواطن كيف للمؤسسة التربوية (معلمين وإداريين ومديرين وأولياء أمور استيعاب هكذا قرار وبتنفيذه من فم ساكت دون مناقشة سير العملية التعليمية برمتها من ألفها إلى يائها ولماذا لايتم الاستئناس بأولياء الطلاب (الأهالي) الذين يتم التقاء بعضهم ضمن مجلس أولياء… هؤلاء من يبلعون السكين على الحدين لأنهم هم من سيتحملون وزر هكذا قرار منفصل عن الواقع، هم من سيسجلون أبناءهم دورات عند معلماتهم ومعظم العائلات لديها طفلان في تلك المرحلة العمرية واستيعاب الطفل لكتاب كامل من الجلد إلى الجلد ليس بالأمر السهل والبسيط ..

فالقدرات متفاوتة وأطفالنا ليسوا نوابغ وعباقرة ليبتلعوا هذا الكم من المعلومات خلال فترة زمنية محدودة وطبعاً هذا (التحفيظ) فيه ضغط لعقل الطفل… إتعاب لنفسيته وخصوصاً أننا نعيش أوضاعاً معيشية صعبة وقاسية حيث لا كهرباء ولا تدفئة ولا غاز ولا مازوت ، نعني أن هذا التلميذ لا يعيش حياة رخاء مادي ونفسي واجتماعي ليحضر ويستعد لهكذا امتحان, هذا من جهة ومن جهة أخرى كيف لتلميذ في الصفوف التعليمية الأولى “أول– ثاني- ثالث” أن يجاوب بالقلم الأزرق وكلنا يعلم بأن الصفوف الأولى تكتب بالرصاص لسهولة محوه إن كان الجواب خطأ،..

وما الهدف المرتجى والمنشود من هكذا قرار لتلاميذ مرحلة ابتدائية هي مرحلة تأسيس ودعم لاكتشاف مواهبهم وأنشطتهم وتأهيلهم نفسياً واجتماعياً، فنحن نعلم جيداً أن دلائل ومؤشرات أية موهبة تظهر في المراحل العمرية المبكرة و تظهر من خلال المشاركات الجماعية والمسابقات التي تقوّم سلوك التلاميذ وتحفزهم على تفجير طاقاتهم وممارسة هواياتهم ، وخلق روح التنافس والإبداع في تطوير المهارات سواء بالقراءة أو الرسم أو اللعب.. وهكذا قرارات تربوية تستهلك عقل الطفل وتجمده وتقوقعه ضمن خانة التلقين والحفظ ..

أطفالنا  فقدوا معنى  الحياة أمام بشاعة الواقع بكل ما يحمله من قساوة وخشونة ، وأهل يعيشون على قلق أمام واقع  معيشي متفاقم وتأتي هكذا قرارات منفصلة عن الواقع – لتزيد الطين بلة .

حلم شدود

 

 

المزيد...
آخر الأخبار