تحية الصباح .. أيام في البال …!!

كنت لا أزال في الصف الرابع الابتدائي ، عندما حصل ذلك …!!

خرجنا من المدرسة بعد يوم دراسي وجدناه طويلاً ، شقيقي في الثاني الابتدائي وأنا وكل واحد منا بالتأكيد ، كان يتخيل المدفأة التي ذهب الوالد إلى حمص لشرائها …/مدفأة مازوت /. ولم يسبق أن استخدمت في القرية إلا من قبل منزلين أو ثلاثة … وها نحن سنحتل المرتبة الرابعة في استخدام مدفأة المازوت …!!.
والدي ، رحمه الله ، وقبل شراء المدفأة ، جاء بما ندعوه ( طنبراً ) ، أي حصان يجر خزاناً من المازوت وملأ لنا برميلاً بسعة مئتي لتر وسعر اللتر بعد المساومة أربعون قرشاً سورياً … والزمان 1967, والفصل أول الشتاء …!!
أطلت ” البوسطة “.. وأنزل معاون السائق بعدما توقفت صندوقاً حديدياً عن سطحها، تناوله أبي بتأنٍ ،… هذه هي مدفأة المازوت … /اليبرودية / مربعة الشكل ..

ويومها جاء للسهرة عندنا كثيرون … مباركين مهنئين ، ولينعموا بدفء المازوت …!!.
أما مدفأة الحطب ، فقد أودعها أبي زاوية مهملة وهو يقول : ” راحت أيامك …”.

اليوم وبعد حوالي ستين سنة نعود إلى مدفأة الحطب …

معتذرين عن نسيانها هذه الفترة الطويلة ، معبرين لها عن شوق مفاجئ… والذي ليس له قديم لن يكون له جديد …!!

العودة بهذا الشكل الكبير من قبل أغلبية الناس لاستخدام مدفأة الحطب .. يستدعي سؤالاً هاماً…. ( من أين الحطب ؟!).

أولاً بالنسبة لمزارعي الزيتون أعتقد أن الأمر فيه بعض السهولة ، بسبب استخدام بقايا تقليم الزيتون والأشجار الأخرى .

وعلينا أن نكون واقعيين في التحذير من مغبة الاعتداء على الأحراج الطبيعية والصناعية من أجل إطعام مدافئ الحطب …!!.
وإذا كانت هذه الأحراج والغابات تتمتع بحماية القانون والحراس فإن هؤلاء الحراس في بعض الأوقات غير متواجدين وإلا لماذا تُذيّل ملفات الاعتداء على الغابات تحطيباً أوحرقاً بكلمتي ( الفاعل مجهول ) …!!

للأسف الشديد .. غاباتنا في خطر … ووصل الأمر ببعض عديمي الضمير أن يحطبوا الأشجار المثمرة من لوز وتين وغيرها من أراضي الغير …

البرد لا يرحم .. هذا صحيح … ولكن السرقة والاعتداء على أملاك الغير جريمة.
كنت في الحديث عن أول مدفأة مازوت .. وصرت في الحديث عن التحطيب الجائر…
( وجاء الشتاء بموقد فحم

لأبسط من فوقه راحتيّا )

و( مطر مطر بالنعمة انهمر … بالعشب والثمر …!!)

وكل شتاء وأنتم بخير.

 

 

المزيد...
آخر الأخبار