العرض المسرحي “حكي جرايد” بسيط بشكله عميق بطرحه

بدعوة من مركز درب التابع لدائرة العلاقات المسكونية قدم خريجو دورة المسرح التفاعلي عرضا مسرحيا بعنوان “حكي جرايد” تأليف وإخراج زين العابدين طيار مساء أمس الخميس على مسرح قصر الثقافة بحضور جمهور كبير .

وتضمن العرض مجموعة من المشاهد المسرحية التي كان مفتاحها أخبار متفرقة من الصحف العالمية التي تتناول حدثا ما جرى في حمص حيث يبنى عليه مشهد مسرحي بشكل سلس وبسيط لكنه عميق ومؤلم يصل حد الوجع في بعض الأحيان ففي خبر العروسين اللذين وجدا ميتين في حديقة الدبابير يقع العاشقان ضحية الأهل الذين يرفضون زواجهما في مرحلة المراهقة والشباب وحتى بعد تخرجهما من الجامعة وحين يصلان  إلى عمر الشيخوخة يوافقان فتكون النتيجة وفاتهما ليلة زفافهما ، وفي حادثة سقوط عامل الكهرباء يتحول الجميع إلى منظرين حتى يفارق الحياة دون أن يقوموا بإسعافه ، وفي مدينة العميان تحاول المبصرة الوحيدة إبصار الآخرين لكنها تفشل في مهمتها فتعود إلى حالة العمى لتشابه كل من يحيط بها ،وتتالى المشاهد لتبرز صعوبة الحياة في أكثر من مشهد كحالة تعبانة ياليلى ،ومكافحة اضطهاد العمال في أماكن عملهم،وخبر المثقفين الذي يبين مدى الصعوبة في الحصول على لقمة العيش ومشهد الأم التي يموت طفلها في السوق المسقوف ولا احد ينتبه لها بسبب انشغال الجميع برسائل الغاز والمازوت والسكر والرز وكذلك مشهد موت رجل الأعمال الملياردير الذي يترك أمواله للكلب الذي يملكه ومشهد انطلاق حملة سورية شعلة لا تنطفئ ويختتم العرض بهجرة الشباب وغرق السفينة وبقاء أمتعتهم معلقة في أماكنها في القارب الذي شكله الديكور الرمزي الذي قدم في العرض وربما كانت الخاتمة تحمل بعض التفاؤل بعودة الغرقى للحياة مرة ثانية في حالة انتظار شيء ما يغير طبيعة الحياة الموجعة والمؤلمة .

العرض كان ممتعا في كافة مشاهده وقدم فرجة مسرحية بشكل بسيط عبر القصص التي جسدها الممثلون وأجادوا في تجسيد الشخصيات التي تفاعل معها الجمهور..

أخيرا

عرض حكي جرايد عرض مهم وجدير بالمشاهدة حفر في الأعماق.

عبد الحكيم مرزوق

 

 

المزيد...
آخر الأخبار