نبض الشارع  .. رئة المدينة لا تتنفس

أشجار كثيرة لم نكن نحلم أن تتزحزح من مكانها –قطعت على حين غفلة – كيف ومتى ، كله يوضع بقيد فاعل مجهول، وهذا المجهول غالبا شخص  له أيادٍ كثيرة تقطع في احتطاب جائر لايهم فيها منعكسات هذا الفعل الآثم على البيئة أو على الفلاح المزارع الذي تم التعدي على أرضه واقتطاع تعبه وكدّ سنوات طويلة نالت من صحته  منتظرا ً الوقت الذي يحصد فيه ثمرة تعبه ليواجه فيما بعد السراب…. التحطيب الجائر غزا الغابات والحدائق والأراضي المتاخمة لقرانا، أشجار ضخمة تحولت إلى هوية  ومرجع  للدلالة على مكان معين تم قطعها في غفلة عين وتحولت إلى مادة للبيع ضمن محال مختصة بتجارة الحطب.. مؤشرات خطيرة إلى أن مستقبل أحراجنا في خطر … أياد تقطع ولاتزرع غزّاها الجشع والطمع واستهوتها تجارة هذه المادة وبيعها بأسعار يشتريها المواطن مكرهاً بعد أن عَدِمَ وسائل  التدفئة .. وتحت وطأة البرد فإن البحث عن سبل النجاة بات الشغل الشاغل لمواطن يستجير من الرمضاء بالنار.

أجدادنا لم يخطئوا التفكير عندما زرعوا الأشجار في كل الأمكنة ، باعتبار الشجرة زادا ً وعتادا ً ويستحيل أن تخذل زارعها ، يعطيها تعبا ً وعرقا ً وتعطيه ثمرا ً وعيشا ً كريما ً يشعره بالأمان والطمأنينة مدى الحياة …

ونحن نشبه وقفة العز والصمود والتحدي بشجرة راسخة ثابتة لها أقدام متجذرة في الأرض يصعب على أحد اجتثاثها من جذورها …

لنحافظ على ما تبقى من المساحات الخضراء ولنعوض الفاقد من أشجارنا الحراجية ، فهي رئة مدينتنا ، وملمح من ملامحها وأحوج  مانحتاجه هو تغير سلوكية وثقافة من أغلقوا نوافذ تفكيرهم وأرخوا العنان لاقتلاع الأخضر واليابس مقابل إرضاء جشعهم ومصالحهم  المادية …

فالضغوط والأزمات والظروف المعيشية القاسية قللت من إحساس وإنسانية الكثيرين منا  …

تداهمك المرارة وأنت ترى الأطنان من الحطب ابتلعت غابات وأشجارا ً كثيرة في أماكن متفرقة وليست محصورة في بقعة مكانية ضيقة ..وفي عيد الشجرة الذي نغالي فيه بالحديث عن الشجرة وفوائدها وضرورة المحافظة عليها ونقوم بزرع بعض الشجيرات أمام الكاميرات ونمضي ضمن إجراء روتيني بحت… نتعامى بعدها عن ” التحطيب الجائر” الذي يحصد كل ما زرعناه ،… المحافظة على الأشجار باتت صرخة في وادٍ لا مجيب يستمع ويحس بمستقبل بيئتنا والضرورة تقتضي تجسيد القول بالفعل … أشجارنا في خطر أنقذوا ماتبقى منها ..

حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار