تحية الصباح ..نهاية المشاكل .. بداية الموت

قال برنادشو” نهاية المشاكل في حياة الناس هي بداية الموت”أي مجتمع يعيش بلا مشاكل هو مجتمع محكوم عليه بالموت  فلا تصدقوا أفلاطون وهو يحدثنا عن المدينة الفاضلة فمن بين المزايا التي يتمتع بها الإنسان القدرة على حل المشاكل ونحن إذا افترضنا أننا حللنا جميع مشاكلنا الملحة….. فليس معنى هذا إننا بدأنا نعيش في المدينة التي وعدنا بها الفيلسوف القديم فسوف يحمل لنا الغد دائماً مشاكل جديدة، مشاكل من صنعنا نحن لكي نجد باستمرار عملاً يشغلنا عن التفكير والتأمل في الحياة الرتيبة المملة التي نحياها

لن أخوض في المشاكل الكبيرة التي تعمل الجهات المعنية على حلها  لنبدأ بالمشاكل المعتادة ضمن الأسرة التي هي نواة المجتمع. فعندما يتواجد الأهل مع الأولاد في نقاش تتضارب الآراء بين الحماسة الشبابية والخبرة في الحياة ،هنا تبدأ المشاكل ويحاول كل طرف عبثاً أن يقنع الآخر بوجهة نظره التي يعتبرها صحيحة ، إلا أن الطبيعة الإنسانية دائماً تفرض نفسها على النقاش فنقاش الأم مع ابنتها يختلف جذرياً في حدته عن نقاش الأب مع الأولاد فلنتناول الجانب الأول وهو نقاش بين الأم وابنتها.

بدأ النقاش بين الأم وابنتها حول حق الفتاة في أن تبحث وتجرب لتكسب الخبرة وأن يكون لها شخصيتها المستقلة ، وحين أصبح الموضوع يتعلق بالنوايا العاطفية كانت البنت تتحدث بثقة وإيمان أنها على صواب، ولما تدخلت الأم بالحديث محاولة تصويب ما تراه انجرافاً مع العاطفة وحماسة شبابية في غير موضعها وصل النقاش إلى أوجه وتضاربت وجهات النظر ووصلت الاثنتين إلى طريق مسدود ونقاش عقيم لا يفضي إلى نتائج فالابنة تؤمن بما تقول رافضة تغيير موقفها والأم مقتنعة بأن ابنتها تجرفها العاطفة.

كان نقاشا جميلا بين أم وابنتها،بين أم ناضجة تنظر بعين العقل إلى ما حولها من خلال خبرتها في الحياة وابنة حالمة لا ترى من العالم إلا جانبه المضيء المليء بالمحبة والأمل وخيارات الحب والحرية.

الأم تفحص بمقياس المعرفة والخبرة كل كلمة تسمعها وتصنف قائلها في الدرجة التي تستحق … والابنة بطهارة العذراء ترفض الاقتناع أن الإنسان يكذب ويطعن بل تؤمن أن الإنسان إنسان وأن الثعلب ثعلب وبأن الإنسان لا يمكن أن يكون ماكراً كالثعلب..

الفتاة تصر على أن الحب كل شيء في هذه الحياة وأن العاطفة هي قوام كل المشاعر الإنسانية والأم معها في أن العاطفة هي الطريق ولكن العقل هو البوصلة وإلا ضلينا الطريق، وهنا ينتهي النقاش بدون جدوى ولكن بهدوء من كلا الطرفين,أما عندما يبدأ نقاش الأب مع الأولاد فإن الأصوات تعلو والخلاف يشتد حتى تصل حدته لدرجة يخيل إليك أنك في حلبة مصارعة كل طرف فيها يريد هو أن ينتصر على الآخر، بدأ الابن الأكبر يتأفف من الضغوط عليه وتقصير الوالد في المصروف وفي المجالس الودية التي كانت تنعم بها الأسرة وهم صغار ومسائل أخرى كثيرة ومعقدة، وكان في كل مسألة يطرحها الابن يعود الأب إلى الماضي والى أيامه وأيام والده والطاعة العمياء التي كان ينفذها دون جدال وكيف كان قنوعاً بالمصروف القليل غير قادر على الانسلاخ من عصره الماضي ومواكبة تغيير العصر والزمن وغير قادر على تفهم روح الشباب التي تنبض بحيوية في ولده،( رد الابن) زمن أول تحول .

تغيرت الحياة كثيراً وأصبحنا في عصر الانفتاح والتطور ومن مصلحتنا مواكبته

خديجة بدور

المزيد...
آخر الأخبار