رغم توفر المواد حركة البيع والشراء في أسواق حمص شبه متوقفة.. قفزات يومية للأسعار والمواطن يحصد النتائج … الرقابة شبه غائبة وال|أسعار تختلف من محل لآخر
تقف أم غسان المرأة الستينية أمام أحد محال الخضار تتفحص الأنواع المعروضة والمرتبة بشكل منسق وتتأمل الأسعار بحسرة .. تفكر ماذا سأطعم أولادي وليس بمقدوري شراء أي صنف من الخضار ما عدا بضع حبات من البطاطا – تسير بتثاقل إلى محل آخر . بجوار هذا المحل علها تجد ضالتها من بعض ( الحشائش ) كالخبيزة أو الهندباء أو غيرها آملة أن يكون سعر الكيلو منها أقل من أنواع الخضار الأخرى لتكون غداء اليوم لعائلتها ..
ارتفاع الأسعار يومياً بات أمراً طبيعياً منذ فترة فلا يستفيق المواطن على هم قديم( كما يقول المثل ) لكن أن يصل ارتفاع الأسعار إلى حد لا تستطيع فيه العائلة شراء قوت يومها فتلك هو الكارثة .
“العروبة” قامت بجولة على بعض أسواق المدينة لتستطلع الأسعار وحركة البيع والشراء فيما يخص الخضار والفواكه والمواد الغذائية باعتبارها حاجات يومية للمستهلك .
تقول أم رسلان : الأسواق شبه خالية فالأسعار كارثية ولم يعد المواطن قادراً على إطعام أولاده …. الرواتب ضعيفة قياساً للأسعار فقد وصل سعر كيلو الفاصولياء ( العيشة والفرنسية ) إلى 7000 ليرة ، والبندورة إلى 3000 ليرة ( البانياسية ) والبندورة البلاستيكية 2500 ليرة ، الكوسا 3200 ليرة السبانخ 1200 ليرة ، أما البطاطا 1500 ليرة وهل يعقل أن يصل سعر كيلو البصل إلى 4500 ليرة . وتساءلنا ماذا نستطيع أن نشتري يومياً وهل وصلنا إلى مرحلة العجز عن إطعام أولادنا ؟.
-أبو موسى :” متقاعد ” نظر إلينا بحزن ونحن نسأله عن الأسعار وقال لم يعد بمقدورنا أن نشتري شيئاً فقد وصل سعر كيلو اللبن إلى 3700 ليرة والحليب إلى 3200 ليرة ، وحتى البيض أصبحنا نراه على واجهات المحال فقط بعدما وصل سعر الطبق منه إلى 18 ألف ليرة ، فكيف سيتدبر أمثالنا من المتقاعدين أحوالهم ورواتبهم التقاعدية لا تتجاوز 100 ألف ليرة ؟.
– ندى العلي ” موظفة” قالت : أنا وزوجي موظفان ولدينا ثلاثة أولاد وصلنا لمرحلة لم نعد قادرين على تحمل نفقات المعيشة ، وهم في المدارس والجامعة لقد وصل سعر ليتر زيت الزيتون إلى 18 ألف ليرة والزيت النباتي 16500 ليرة فحتى لو قررنا الاكتفاء بقلي كيلو بطاطا فليس بالإمكان, وأضافت:نحن نسينا شكل اللحوم الحمراء وحتى الفروج حيث أصبح سعر الكيلو لحم الغنم 40 ألفاً ولحم العجل 38 ألف ليرة وحتى الفروج لم يسلم من الغلاء وأصبحنا نراه فقط في أحلامنا لأن سعر الكيلو يتجاوز 15 ألف ليرة.
سألنا بعض أصحاب المحال عن حركة البيع والشراء فكانت إجابة الجميع أنها شبه متوقفة والمواطن يقتصر في التسوق على شراء احتياجاته الضرورية جداً واليومية فقط وقد استغنى عن شراء الفواكه واللحوم والألبان وغيرها.
بقي أن نقول :
يبدو أن الجهات الرقابية تغط في نوم عميق ولا تدرك ما يحصل يومياً من ارتفاع الأسعار الجنوني فأين الجولات والمخالفات بحق كل من تسول له نفسه نهش ما تبقى من قوت هذا المواطن الذي أنهكته سنوات الحرب الطويلة ليأتي غلاء المعيشة ويكمل على ما بقي منه ؟!
بشرى عنقة
تصوير: إبراهيم حوراني