نبض الشارع .. حتى الدواء      

 

من أخطر النتائج الكارثية الصادرة عن رفع سعر المحروقات وسعر الصرف كان احتكار الدواء وبالتالي فقدانه , وبداية الرقص حنجلة – كما يقولون – سلسلة المآسي المتتالية من لعبة التجار والسماسرة باتت معروفة للقاصي والداني , فالصيدليات معظمها أغلق أبوابه وإن فتحها يكون لساعات قليلة لايجد فيها المريض ضالته أو تتم إغاثته بظرف دواء لايشفي العليل يحصل عليه بعد استجداء يصل حد التسول والاستعطاف وحجة الصيدليات أن الموضوع خارج سيطرتهم , فالمستودعات أحجمت عن تزويدهم بالدواء وأنهم يبيعون بخسارة ويدفعون ثمنه مضاعفاً لاحقاً عند شرائه وما يباع لايعوض بالسعر ذاته وهكذا تورد الإبل والحجج نفسها التي تساق أثناء احتكار أية مادة لكن هنا الموضوع مختلف تماماً لايشبه فقدان المتة أو السكر والزيت أو البنزين أو أية مادة أخرى تحتكر لتطرح لاحقاً بسعر جديد وبكميات ضخمة المسألة هنا تتعلق بحياة مريض لاحول ولا قوة  له… أن تحرم مريضاً من دوائه بحجة تكاليف إنتاج الدواء المرتفعة وعدم تناسبها مع سعر الصرف القديم , فهذه كارثة إنسانية يفترض استنفار العناصر الرقابية ووضع حد لهذه المهزلة التي تفشت فيها فوضى التسعير والسوق السوداء  لا حماية فيها للمستهلك ولا هم يحزنون …

الصيدلاني يقول اسأل المستودع وهذا يقول اسأل المعمل والأخير اسأل النقابة التي يفترض – وفق ادعائهم – أن تتحرك وتعدل السعر والحقيقة أن كل واحد من هؤلاء جزء من الأزمة مع اختلاف كمية الجشع والطمع التي يمارسها كل واحد فيهم , … لأن كل هؤلاء بانتظار ارتفاع سعر الدواء لإخراج المخبأ والربح ديدنهم والمبالغة في تضخيم الأزمة وتهويلها سلوك يحكم السوق السوداء وأتباعها المطبلون لها وفق ما تقتضي تجارتهم الربح دون الخسارة متجاوزين الأبعاد الأخلاقية والإنسانية لافتقاد دواء يكون المريض بأمس الحاجة له ( أدوية الضغط والسكري ومميعات الدم ) يضاف إليها حليب الأطفال ..

سوق متقلب كل يغني فيه على ليلاه , ونسأل عن الدور الاسعافي في النقابة ولماذا تسلم نفسها للسوق السوداء بإرادة المستسلم الذي لا حول له ولا قوة تاركة الحبل على الغارب على أساس كل واحد وضميره في وقت ساد فيه الجشع والطمع وبات المواطن الحلقة الأضعف لاسند له سوى جيبه .

حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار