نقطة على السطر…توصيف..

لامشكلة، اضطررنا للتأقلم مع التقنين الجائر للكهرباء، فلا إسراف ولاتبذير في الاستهلاك، واقتنعنا بإنجاز أعمالنا المنزلية على دفعات مابين تشغيل مكنسة هنا وشحن جوال هناك، بطارية الليد، بطارية النت، شحن جوال ، قاطع حمام  مع إطلالة بائسة يهيج خلالها أفراد المنزل ويموجون بما يشبه الفورة لاهثين ، متغنين، مدبجين القصائد بتلك الحبيبة الغائبة، لكن بعد دقائق من النشاط المتواصل نعود إلى أماكننا مستسلمين ، صاغرين  خائفين من اضطراب التيار التي تضطرب معه قلوبنا خوفا ً وهلعا ًعلى الأجهزة الكهربائية مابين انخفاض التيار وارتفاعه مما يسبب ضغطا ً على الفازات مرة ، وأخرى بأعطال للأكبال التي يتطاير منها الشرر في الشوارع ما يهدد الغادي والصادي بحرائق يمكن أن تلتهم الأخضر واليابس وما أدراك ما تحمله محنة انتظار الرافعة من حرق للأعصاب في ظل وجود عناصر الطوارئ المساهمين بإغراقنا في  الظلمة بعد أن كانت الكهرباء نقلة حضارية ، وبانقطاعها يتاح للكلاب الشاردة والقطط وخاصة اللصوص في التجول ليلا ً يسرقون الأكبال النحاسية المتكومة كأدغال غابة والذين أنجزوا سرقاتهم على أكمل وجه، لتصبح الأكبال ترفل في ثوبها الألمنيومي الجديد، ومع ذلك ومع قلة الاستهلاك للكهرباء نجد الفواتير يرتفع منسوبها ، نظل نعاين دوران الساعة مع اختفاء دور قارئ العداد، إذ ما أن نصل إلى ذروة الاطمئنان حتى تأتينا فاتورة كاوية  من خلال تراكم أرقام الصرف ، نحتاج معها للشرب من طاسة الرعبة في حال لا ينفع معه التدبير والتفكير، في رحلة الحياة التي نحاول فيها تفادي ضربات الحياة المعيشية القاسية التي أوصلتنا إلى شيخوخة  مبكرة في أحوال استثنائية محيرة انتعش فيها سوق سماسرة العصر الجديد .

عفاف حلاس

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار