نبض الشارع.. طائر الفينيق سلام

الزلزال وقع، في لحظة غفلة، بلمح البصر، مابين غمضة عين وانتباهها، والكارثة جاءت كبيرة وجسيمة ولاتقدر بثمن ، لاتعوض بمال ..الحجر يرمم والأملاك تعوض لكن الإنسان لا يعوض عائلات بأكملها قضت تحت الركام، وجع موصول بوجع ، مآسي حرب تخطت اثنتي عشرة سنة وعقوبات وحصار اقتصادي وكورونا واكتمل النقل بالزعرور بزلزال وليته يكون خاتمة الفواجع والمواجع، امتحان قاس بكل فصوله نتجرع مرارته على دفعات ، ولا نعلم ما تخبئه الأقدار لاحقا ً ، حيث لا علماء الفلك أو التنجيم ولاحتى ذوي الاختصاص توقع  هذا الزلزال بالساعة أو اليوم أو الشهر وكل التفنيدات التي جاءت بعد وقوع  الواقعة كانت استعرض عضلات ، ووفق باحثين وخبراء زلازل أنه لا يمكن لأية دولة في العالم ومهما امتلكت من أجهزة متطورة أن تحدد موعد  ووقت الزلزال .

فالموضوع ليس ارتفاع سعر الصرف وانخفاضه أو بورصة أسعار وعملات صعبة ، فمن خلال متابعة صفحات التواصل الاجتماعي تجد  بأن أصحابها تحولوا إلى علماء جيولوجيا وفتحوا صفحاتهم كمراكز أبحاث واختصاص بالأرصاد الجوية والجيولوجية يوزعون الحكم والنصائح والكثير من اللغو والحشو ما لا يمكن الارتكاز إليه أو تصديقه ، ولو سألت أحد هؤلاء عن الحدود الجغرافية لسورية أو الوطن العربي ستجده جاهلا ً  بها ، لكنه يفهم  بعلم  الزلازل وبمقياس ريختر الذي ربما يكون “المروحة السقفية” أو “الثريا” المعلقة بالسقف أو أي شيء يتحرك بنفخة هواء … وبالطبع كثرة الإشاعات توتر النفس، وتبعث على الشؤم والقلق ، فما أكثر الحسابات المزيفة التي تنذر بزلزال في ساعة كذا وضرورة خروج المواطنين من منازلهم لبث  الرعب في قلوبهم …

تفاصيل لا يمكن الارتكاز  أو الركون إليها بعد زلزال نكبت فيه أربع مدن  انهار فيها البشر والحجر وضحايا حتى الآن لم تستطع فرق الإنقاذ الوصول إليهم …

مابين وبين انهارت أحلام وبيوت بأسرع من طلقة نار .

مصاب سورية كبير .. وكل الكلمات تعجز عن مواساة فاقد لعزيز أبن أو قريب أو صديق …وسينهض طائر الفينيق..سورية الأبية .. من تحت الرماد لتواصل رحلة الصمود بوجه الأعاصير .. أعاصير المؤامرة الكونية وأعاصير الطبيعة .. امتحان قاس بكل المعايير ويبقى الأمل حاضرا ً دائما ً وأبدا ً ..

حلم شدود

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار