تحية الصّباح…  وطن الأبجدية و الشمس

هي بلادي , بدء الدهر مولدها , واكتناز النور هالتها , ومن خدر المكرمات ثوابت أبجديتها , عراقة أصالة شدو الشموس و الأقمار محياها   هي بلادي .. بلادنا أنفاس الربا شهامات , وعلى مطالع الأطواد تنهض الذرا رايات خافقات مطرزة بنجيع القلوب إيثار تضحيات , وفي الساحات بطولات , وفي مجالس الفكر وسامقات الحروف , ووعي الكلمات الناهضات مضامين فكر و إبداع وسردية عوالم من بلاغة كل تحضّر  هي والزمان و الإنسان والحياة والساميات قيماً , والخالدات أياماً و أعمالاً صحائف سِير   هي شميم العبق حقائق راسخة في ثواني الزمن الغابر , وحقيقة الأمجاد في إشراق الحاضر , وكينونة الإرادة في مطلول المدى صوب كل مجد يعانق كل مدى , ويطل آفاقاً رحاباً ما امتد الزمان حضوراً في جوانب كل صعيد لذهن ينضح فكراً مبدعاً , ويد تصوغ فن المهارة في مقاربة كل عمل يحمل فيض الخير سطوراً في مساكب , وبناء في كل مجال , وسبقاً حضارياً في ثنائية كل تقدم وتطور , وملحمة بطولية هي و ثوابت التجذر و الانتماء فيض تماهٍ ترابط قول على فعل

بلادي ولسان الضمير الصاحي أمانة عشق وجودي تتنفسه الصدور العامرة بالإيمان لمعنى الوطن قدراً وقيمة وثقافة تعبير عن الهوية والأصالة , ودلالة الكينونة في مسار التاريخ والحياة والحضارة والإنسان .

هي بلادنا وحبها يعيش معنا طبعاً وجبلّة , هي بلادنا موطن الإنسان الأول , وبذار العقل المبدع في أبجدية المعنى الراقي نبوغ محتد كريم لفيض الوعي في نباهة كل ابتكار وهي بلادنا التي تؤكد تاريخ كل شموخ , وتلفظ كل وهن أو ضعف وتقف أمام كل التحديات فتصنع الأمجاد أياماً خالداتٍ في مكنون تعاقب العصور وتتالي الأجيال   إنها الطافحة فعلاً نضالياً لثوابت في مسار توكيداً لأمة عربية واحدة , وقضية مركزية هي فلسطين وديمومة كفاح لا يلين في مقارعة كل غاز أو معتد أو دخيل  فالسيادة إرادة وطن و إنسان وشرف كل انتماء و لأجل ذلك يكون الغالي والنفيس   فعل الوعي المتجذر بالانتماء , ووقار الشرف الرفيع وحميّة النضال الدؤوب واجهت عشرية النار لسنوات جراء مشاريع أمريكية واستعمارية غربية و أدوات إقليمية وشذاذ آفاق لكن إرادة الوطن وما فطر عليه أبناؤه من شهامات لم يفلح ربيع الغرب الاستعماري المزيف أن يحقق شيئاً و استطاع وطننا بكل من فيه و دور الأصدقاء و الحلفاء تحقيق الانتصار على الرغم من التآمر الدولي وبعض من الخذلان العربي والحصار الجائر وما هو واقع الحال حيث الزلزال المدمر فها هي سورية تضرب بوعي أبنائها وفتوة شبابها وعراقة قيمها أسرة مجتمعية واحدة كل ما حاول المتآمرون تكريسه من زعزعة قيم هي سورية هبّت وتهب إرادة رجل واحد في كل عون وفعل وعمل وبناء وتعاطف وتوكيد مساندة فالضمير الوطني لأبناء سورية في الوطن وحيثما هم إنما وقدة من شعل ضياء تثبت للعالم أن الشعب السوري هو من رحم قيم وسجايا و أنه تشرّب الحمية الوطنية والقومية “سورية يا حبيبتي ” ” بلاد العرب أوطاني ” و أن الإنسان محط كل احترام ما دام يحمل الخير وينشد الرقي ولا أجمل وبعض الأشقاء العرب الذين تنادوا بأكف ندية بالدعاء والخير والعطاء , وقد هزج لهم وعينا القومي وهم في تعاطفهم وتعاضدهم أبناء الأمة , وسورية وطن الإنسان والأبجدية والبطولات , ومعهم أبناء الإنسانية الخيرون من أصدقاء وحلفاء و أحرار.

إن التضليل الإعلامي من قبل الاستعمار والغرب وبعض المحطات الإعلامية المغرضة التي ما تزال تعيش أبواقاً لتبعيات سياسية غربية و إقليمية مسلعة والتي تمارس فعلها الإعلامي مزيداً من الكذب والرياء , وتتنفس كما الغرب صوب العرب بسياسات سايكس بيكو , وقد غاب عنها معنى الانتماء لأمة العرب ولمفهوم الإنسان , والقيم الإنسانية

إن الحصار الجائر على وطننا سورية هو إجرام بحق الإنسان والإنسانية , وهو عدوان مستمر , و إجرام مفضوح  وإن السائرين في ركابه إنما هم أعداء لكرامة القيم ولمعنى الإنسان في نماء الحياة فعلى جميع الشعوب و حكوماتها والفعاليات على تدرج توصيفاتها المهنية والسياسية والثقافية والاقتصادية أن تحشد قواها لتجبر الهيمنة الأمريكية بإلغاء قانون قيصر ومفاعيله وكل ما يرتبط بالحصار الجائر …

إن سورية طائر فينيق حاضر تجدد الولادات إذ كل ما اشتدت المحن كان بريق معادن الرجال , الرجال في وطن المحبة و الأصالة والانتماء للوطن والأمة والإنسانية.

نزار بدّور