ندوة حول “الزلازل وخطورتها على السلامة الإنشائية للأبنية ” … ضرورة وجود رقابة حقيقية على تشييد الأبنية

للتعريف بحقيقة الزلازل وخطورتها وسلامة البناء أقامت لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة حمص اليوم ندوة في مقر الغرفة حول الزلازل – تعريفها وآلية حدوثها وخطورتها على السلامة الإنشائية للأبنية –

الدكتور محمد خالد يزبك رئيس قسم الجولوجيا في كلية العلوم في جامعة البعث بين أن الهدف من الندوة التعريف بالزلازل وماهيتها وأسبابها مشيرا أن حركة الصفائح التكتونية هي أهم أسباب حدوث الزلزال في منطقة ما منوها لإمكانية حدوث الزلزال في منطقتنا ولاسيما في شمال غرب سورية كوننا جزء من الصفيحة العربية على طول الصدع العربي الإفريقي لافتا أن الزلزال الذي ضرب سورية هو زلزال كبير لأن الطاقة التخزينية كانت كبيرة جدا مؤكدا أن مثل هذا النوع من الزلازل لا يحدث إلا كل فترة طويلة من الزمن حسب الدراسات الإحصائية ونوه الدكتور يزبك أن الهزات الارتدادية التي تلت الزلزال بدأت تخف تدريجيا وبالتالي فإن طبقات الأرض نوعا ما بدأت تستقر وبالتالي تلك الهزات الارتدادية هي بمثابة نعمة لأنها تفرغ الطاقة الكامنة في الأرض وتمنع حدوث زلزال كبير وبالتالي فإن الصفيحة العربية التي نحن جزء منها تذهب نحو الاستقرار .

الدكتور عصام ملحم رئيس قسم البيتون المسلح في كلية الهندسة المدنية في جامعة البعث وعضو لجنة الكود السوري لسلامة البناء بين انه صدر في سورية خارطة زلزالية وكود خاص للأبنية المقاومة للزلازل منذ العام ١٩٩٥ وبالتالي من المفروض أن جميع الأبنية التي تصمم في سورية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التصميم الزلزالي واشتراطات الكود السوري حتى تكون مقاومة للزلازل لافتا أن الكارثة التي حدثت في محافظات حلب واللاذقية وحماة تؤكد وجود خلل في موضوع الأبنية في سورية مما تسبب بسقوط مئات الضحايا مؤكدا وجود خلل في تنفيذ المنشآت الهندسية في سورية يمر بعدة مراحل ابتداء من طريقة التنفيذ مرورا باستخدام مواد غير مضمونة الجودة وغير مراقبة ومن خلال استخدام الجبل اليدوي الذي لا يعطي أي مواصفة للبيتون إضافة لعدم معرفة كثير من المقاولين لمواصفات المواد وآلية التنفيذ الصحيح يضاف لذلك جشع البعض منهم مما دفعهم لتغيير الجملة الإنشائية الحاملة للزلازل منوها أن البناء يكون قائم ويتحمل الأحمال الشاقولية ولكن يتعرض للانهيار لعدم وجود الجملة المقاومة للزلازل أو العبث بها أو لعدم مطابقة المواد المستخدمة للمواصفات التصنيفية وبسبب عدم وجود ضوابط لهؤلاء وغياب اختبارات الجودة خلال التنفيذ من قبل لجان هندسية متخصصة تقوم بالاستلام الحقيقي للأبنية بشكل آمن وتؤكد استخدام المواد الصحيحة خلال عملية البناء تسبب في زيادة حجم الفاجعة وانهيار المباني مشددا على ضرورة وجود رقابة حقيقية على عمليات تشييد الأبنية واتخاذ إجراءات صارمة لمراقبة عمليات البناء لأن ما قبل الزلزال ليس كما بعده حفاظا على أرواح وسلامة الناس خصوصا وأنه لا يمكن لأي أحد التنبؤ بموعد حدوث الزلزال وبالتالي يجب المبادرة لتغيير العمل الهندسي في سورية من خلال الدراسة والإشراف والتنفيذ مما يقضي بوجود شركات هندسية متخصصة في سورية تقوم بتنفيذ المباني وتكون مسؤولة عنها إضافة لاستلام البلديات للمبنى قبل إفرازه والتأكد من مطابقته للمواصفات.

رئيسة لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة حمص عفاف الحسن بينت انه ضمن نشاطات اللجنة ولتوعية المجتمع وتحصينه من الشائعات التي تثير الخوف والقلق بين الناس أقيمت ندوة عن الزلازل خصوصا وأنها المرة الأولى التي يتعرض فيها بلدنا لهذا النوع من الكوارث يتم من خلالها شرح آلية التعاطي مع الزلازل وتفادي وقوع إصابات وخسائر في الأرواح قدر الإمكان إضافة لضرورة معرفة آلية حماية الأبنية السكنية من قبل اختصاصيين في هذا المجال بشكل علمي أكاديمي

وأكد عدد من الحضور على أهمية الندوة خصوصا بعد الكارثة التي ضربت البلاد لما فيها من معلومات قيمة ومفيدة حول الزلازل وآلية حدوثها وإمكانية تفادي وقوع الخسائر خلالها .

يوسف بدور