مواطنون: علينا التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الشائعات… د. إبراهيم :تزداد الشائعات بسبب قلة المعلومات وعدم وجود مصادر علمية دقيقة..
دائما ما ينجح المواطن السوري في تحدي العقبات ،فقد خرج من حرب ضروس منهك القوى ، ولكنه بقي يقاوم ، وجابه حصارا اقتصاديا جائرا ، و قاوم الظروف والمحن النفسية والصحية والمعيشية ، وحارب على جميع الجبهات ،وليس آخرها الزلزال فقد استيقظ سكان سورية صباح السادس من شباط على إيقاع زلزال مدمر ضرب بعض المدن السورية ،وشعر به سكان مناطق أخرى.
أصبح الجميع على موعد مع الخوف والترقب ،وللوهلة الأولى تشتت المواطن مابين الأخبار المتناقلة ،صحيحة كانت أم كاذبة،وبدأ يتنقل مابين المواقع الالكترونية ونشرات الأخبار الرسمية ،والصفحات التي تبث كل ماهو جديد حول الزلزال وتبعاته ومع كثرة الشائعات ،والأخبار الكاذبة ،والخوف من الهزات الارتدادية التي كانت إحداها قوية ،بدأ المواطن يتخبط في قراراته ،والإجراءات التي يجب عليه إتباعها.
في محافظة حمص ..سيطر الخوف والهلع على الأهالي خاصة في المدينة ممن يسكنون الأبنية الطابقية حيث غادروا منازلهم ،ومنهم لم يعد إليها خلال الأيام الأولى للزلزال
في لقاء لـ “العروبة” مع بعض المواطنين أكدوا أنهم غادروا منازلهم بعد حدوث الزلزال لفترة وجيزة لاتتجاوز الساعة أو أكثر ولكنهم عادوا إليها رغم الخوف ،وبعضهم الآخر لم يغادر منزله بالرغم من التحذيرات من الهزات الارتدادية .
وأكد المواطن حسان أنه لو استمع لهذه الأقاويل ،والتي لايمكن إثبات صحتها من عدمه فإنه سيبقى هو وعائلته خارج البيت في الشوارع وعلى الطرقات ،ولكن هذا لايمنع من اتخاذ الحيطة والحذر وإتباع التعليمات التي بدأت تبثها وسائل الإعلام المحلية للتخفيف قدر الإمكان من مخاطر الزلازل .
إحدى السيدات أكدت أنها وبالرغم من حالة الهلع إلا أن عليها التحلي بالقوة ، والتصرف الحكيم كي تبث الطمأنينة في نفوس أطفالها , أما المواطن عدنان وهو مدرس فقال : كعادة الشعب السوري بمرور الوقت سوف يتأقلم مع الأوضاع الجديدة ،وسوف يفند المعلومات الصحيحة من الخاطئة ،وخاصة تلك التي يتلقاها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي في معظمها بعيدة عن الدقة و غير علمية وفيها الكثير من المغالطات .
وفي بعض المراكز الصحية أكد الأطباء أنهم استقبلوا العديد من حالات الضغط وخفقان القلب وأوجاع المعدة و “الدوخة ” الناتجة عن الخوف الشديد والحالة النفسية المتأزمة نتيجة صدمة الزلزال . وحول تصرفات المواطنين وردات الفعل حدثنا الدكتور مهند إبراهيم -علم نفس قسم الإرشاد فقال : بعد حدوث الزلزال في منطقتنا رأينا مشاهد مؤلمة للناس ولاحظنا التصرفات التي قاموا بها وظهرت في سلوكيات مختلقة تختلف من أسرة لأخرى ،ومن منطقة جغرافية ﻷخرى ،وذلك يعود حسب الاستعداد النفسي والمعنوي والاجتماعي لحدوث الكوارث ،ونحن لا نلوم الناس على التصرفات العشوائية والسريعة والخروج من المنازل والنوم في الحدائق لعدة أيام ،ذلك نتيجة حدوث هزات حقيقية ويتبعها تصديق شائعات سريعة لعدم وجود المصادر العلمية الموثوقة لكن من الناحية السيكولوجية نلاحظ عندما تتهدد العضوية أي “الفرد ” فإنه يسعى غريزيا للحفاظ على الحياة بأي طريقة كانت ،وتنتشر عدوى الخوف بالإيحاء بين الناس.
وحول محاربة الشائعات والحد منها أوضح د.إبراهيم أنه في حال وقوع الزلازل والكوارث يكون الإنسان هو مصدر الشائعة ومروجها في آن واحد ،وتزداد الشائعات بين الناس بسبب قلة المعلومات ،وعدم وجود مصادر علمية دقيقة تفسر ما يحدث في الكون وبحسب معادلة آلبورت حول الشائعات فإن الغموض الذي يلف موضوع الشائعة يمثل عاملا مهما في انتشارها مما يعني أن الوسيلة الأولى لمحاربتها هو الكشف عن أكبر قدر ممكن من المعلومات وتأكيدها ،وتكرارها وتقع على عاتق وسائل الإعلام مسؤولية أخلاقية ومهنية كبيرة في هذا الموضوع تبدأ بتوخي الدقة في نشر الأخبار ،والسرعة في توفير المعلومات الصحيحة ومحاربة الشائعة .
منار الناعمة