استقبل المواطنون شهر رمضان الكريم هذا العام بمرارة ممزوجة مع واقع معيشي صعب و خانق بمختلف مناحي الحياة و غلاء أسعار طال جميع المواد الغذائية و الاستهلاكية الأساسية مما جعل القدرة الشرائية ضعيفة خاصة و أن الغلاء طال إضافة إلى الخضار و الفواكه و اللحوم و الفروج و المأكولات و المشروبات الرمضانية التقليدية مقارنة بالأعوام السابقة مما أدى لفقدان التنوع على مائدة الإفطار التي اقتصرت على صنف واحد فقط…
و من الأصناف التي اعتاد المواطن وجودها على مائدة شهر رمضان و خاصة السحور هي التمور و التي ارتفع سعرها هذا العام لأرقام حرمت الكثيرين من شرائها رغم الحاجة الغذائية الماسة لها خلال فترة الصيام نظراً لفوائدها الكبيرة.
تقول أم مهدي : هذا العام استقبلنا شهر رمضان بحسرة و حزن و خاصة نحن شريحة الموظفين فالرواتب لا تكفي سوى لأيام معدودة و قد استغنينا عن الكثير من الأطعمة التي اعتدنا تزيين موائدنا بها خلال الشهر الفضيل و منها التمر و اللبن, فمع غلاء الأسعار أصبحنا غير قادرين على شراء أي منها حيث وصل سعر كيلو أحد أنواع التمور إلى 11ألف ليرة و هو ليس بنوعية جيدة أما النوعية الممتازة فسعر الكيلو منه زاد عن 30 ألف ليرة ، مما يضطرنا للاستغناء عن الاستفادة من قيمته الغذائية …حتى سعر كيلو اللبن” 4000″ ليرة مرتفع ولا طاقة لعائلة مؤلفة من (6) أشخاص شراء اللبن باستمرار .
وأضافت أم تيسير : لم أستطع هذا العام تحضير الأصناف التي يرغب بها أولادي فلا طاقة لنا لتحمل غلاء أسعار مستلزمات “الطبخة” حتى نشتري المأكولات الأخرى كالتمور وغيرها , فهل يعقل أن يصل سعر كيلو التمر إلى 45 ألف ليرة …بالتأكيد سنستغني عنه لأننا لا ندري كيف سنتدبر أمر غلاء أسعار الزيت والسمنة والبصل والخضار وهل من المعقول أن يكون سعر كيلو البندورة 3000 ليرة والكوسا ما بين 4000-5000 ليرة . والبطاطا 2500 ليرة وكل صاحب محل يبيع على هواه .
أبو جابر قال : بعد جولة على أسواق رمضان عدت
( بخفي حنين ) كما يقول المثل فلم أستطع شراء خبز رمضان ( كعكة المعروك ) كما اعتدت في السابق حيث صدمت حين أخبرني البائع أن ثمن قرص المعروك الواحد ( بدون سمسم ) 8000 ليرة علماً أنني اشتريت نصف كيلو تمر بـ 6 آلاف ليرة حتى لا أحرم أولادي طعمه هذا العام واستغنينا عن كعكة رمضان .
وأشار أن أسعار المشروبات الشعبية في رمضان أصبحت أسعارها لا تقارب فقد وصل سعر الكيلو من التمر الهندي وعرق السوس إلى 16-17 ألف ليرة والموظف راتبه لا يتجاوز 120 ألف ليرة فكيف سيتمكن من شراء جميع مستلزماته خلال الشهر الفضيل؟!.
وتساءلت أم مضر قائلة: حتى لو قررنا الاستغناء عن الكثير من الأطعمة على موائدنا ومن ضمنها الحليب واللبنة والجبنة ، فقد تجاوز سعر كيلو اللبنة 25 ألف والحليب أكثر من 3000 ليرة فماذا نأكل ؟!! لم نعد نستطيع شراء أهم المواد الغذائية و أصناف الطعام نتيجة لغلاء أسعارها .. وخاصة التمور فهناك أنواع يتراوح سعرها ما بين 10-20 ألف ليرة وهي مادة غذائية هامة وكانت في سنوات سابقة أساسية على مائدة الإفطار مما جعل الإقبال على شراء التمر ضعيفاً هذا العام .
قيمة غذائية
اختصاصية التغذية رنيم النوري قالت : التمر غذاء هام ومثالي خلال شهر رمضان كونه يقدم العديد من الفوائد الصحية فهو يمد الجسم بالطاقة في صورة سكريات الفركتور والغلوكوز وهو ما يحتاجه الجسم بعد الصيام , كما أنه يحتوي على الألياف الغذائية التي تحفز الأمعاء وتساعد على الوقاية من الإمساك والذي يعاني منه البعض خلال شهر الصوم .
وأضافت : ومن الفوائد أيضاً تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وهو يوفر العديد من مضادات الأكسدة المفيدة صحيا كالتقليل من خطر الإصابة بالزهايمر وغيره من الأمراض وقد ارتبط تناول نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة بتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة أيضاً كما أن التمر يفيد في حالة فقر الدم ويقوي البصر والأعصاب السمعية لاحتوائه على الفوسفور المغذي للخلايا العصبية في الدماغ وهو علاج لبعض أمراض الكبد وجفاف الجلد وتكسر الأظافر .
رقابة على الأسواق
مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة حمص الدكتور محمد زيدان أكد أن جولات عناصر الدائرة يومية على الأسواق في شهر رمضان لسحب عينات من المواد الغذائية وخاصة التمور للكشف عن صلاحيتها وتاريخ إنتاجها وفي حال وجود مخالفة تتم مصادرة المادة وإغلاق المحل مع غرامة مالية وأشار إلى ضرورة تفعيل ثقافة الشكوى عند المواطنين للحد من جشع التجار وتلاعبهم بقوت المواطن ورفع أسعار المواد.
بشرى عنقة