الفحص الطبي قبل الزواج …. وعي مجتمعي ..و ضروري لإتمام معاملة الزواج… 760 تحليلا خلال شهر آذار الفائت… تكاليف التحاليل”100 ألف ليرة” ينغص على الخطيبين فرحتهم.. جروس: 95 %من الحالات سليمة
“درهم وقاية …” لنقل أن هاتين الكلمتين تمثلا فحوى الرسالة التي يريد أن يقدمها مخبر تحاليل ما قبل الزواج في حمص .
وربما الوعي بضرورة الفحص لدى الشباب المقبل على الزواج ليس أول الأسباب لضرورة هذا الإجراء ،بل يعود أيضا لوجود ورقة نتائج التحليل ضمن أوراق معاملة الزواج .
وبحسب إحصائيات فرع نقابة الأطباء بحمص فقد تم إجراء 760 تحليلا خلال شهر آذار الفائت وهذا الرقم يتفاوت مابين فصول السنة – يرتفع في الصيف وينخفض في الشتاء –
وحول عمل المركز والتحاليل التي تجرى حدثتنا الدكتورة نيرمين محمد – طبيبة مختصة في المخبر ومشرفة على التحاليل قالت :مخبر ما قبل الزواج هو مخبر علمي وخدمي بنفس الوقت …
خدمي لأنه يستقبل كل من الخاطب والمخطوب مع صورة هوية لكل منهما عليها رقم الهاتف و نقوم بسحب عينة الدم لكل منهما حيث تجرى خمسة تحاليل أساسية لكل عينة هي :تحليل رحلان الخضاب ..نكشف من خلاله احتمال وجود أي مانع وراثي للزواج كأن يكونا حاملي لسمة تلاسيميا، أو سمة فقر دم منجلي، أو أي خضاب من نوع شاذ .
وأضافت : وجود هذه السمة الوراثية لدى الخطيبين يؤثر على الأطفال لذا يكون هنا مانع – دارم- للزواج أي احتمال بنسبة ٢٥ % أن يأتي طفل مصاب بالتلاسيميا ، أو تلاسيميا منجلية، أو حسب السمة الموجودة عند كلا الوالدين، ومن هنا تأتي أهمية هذا التحليل قبل الزواج .
وعن أنواع التحاليل التي تجرى أوضحت د. نيرمين : تحليل CBC والزمرة الدموية وتحاليل الأمراض السارية المتمثلة بـ: HBs التهاب الكبد ب, و Hcv التهاب الكبد سي , والايدز HIV…
يبدأ العمل في المخبر من الساعة ٨ والنصف صباحا لغاية الساعة ٢ ظهرا ، وتصدر النتائج خلال يومين ويتم تسليم تقرير طبي بالنتائج مع التحاليل التي تم إجراؤها مرفقة بالتقرير وفي حال كان هناك حالة مرضية معينة – كما ذكرت سابقا – مانع دارم- سمة وراثية للتلاسيميا وغيرها من أنواع الخضابات الشاذة – يتم شرح الحالة للخاطبين ،وننصحهم بمراجعة طبيب أمراض دم لفهم الحالة بشكل أعمق .
في حال وجود إصابة بالتهاب الكبد( ب) لدى أحد الشريكين ،يحول إلى مركز الأمراض السارية مع الشريك الآخر لأخذ اللقاح ومن ثم استكمال الإجراءات حيث لا يتم إكمال إجراء الزواج إلا بعد أخذ اللقاح من قبل الطرف السليم لأن هذا فايروس ينتقل بالدم وسوائل الجسم .
وكما هو معروف التهاب الكبد سي ليس له لقاح، في حال إصابة أحد الطرفين نشرح لهما الوضع ،وننصحهم بزيارة مركز الأمراض السارية للاطمئنان على الصحة .
هذه الحالات تعتبر مانع مؤقت للزواج أي ليست وراثية ،وقابلة للشفاء ومن ثم استكمال الإجراءات .
أما الجانب العلمي يتمثل بالبيانات الموجودة حيث أننا نستطيع إجراء إحصائيات والتأكيد على العائلات التي تحمل ضمن أفرادها سمة تلاسيميا وأصبح بالإمكان تحديدهم والوصول إليهم وكل هذا موثق لدينا ،مما يخفض عدد حالات أطفال التلاسيميا ،أو على الأقل يعطي فكرة للمقبلين على زواج عن خطورة زواج من يحملون هذه السمة على الأطفال .
كما أننا نرسل تقريرا شهريا إلى مديرية الصحة بالحالات التالية وهذا أمر مفيد لأننا نستطيع تحديد البؤر التي تنتشر فيها إصابات التهاب الكبد ب وسي .
مع العلم أنه في حال ورد لدينا خاطب ومخطوب وكان أحد منهما خارج البلد نقوم بإجراء التحاليل السابقة للشريك الذي سحبنا عينة الدم منه والشريك الموجود خارج القطر يرسل لنا تحاليله الخاصة من مكان تواجده، ولا يسلم تقرير حتى نرى تحاليله مرفقة بتقرير واحد للتأكد من سلامة الزواج .
وحول وجود نسبة خطأ في هذه الإجراءات والتحاليل أكد د.مرهف جروس – مدير المخبر أنها معدومة تماما ،والأجهزة الموجودة حديثة وتؤدي الخدمة المطلوبة ،وخاصة جهاز تحليل التلاسيميا وهو بحاجة لمدة أطول لصدور نتيجة التحليل (48ساعة ) بينما باقي التحاليل لا تستغرق ساعات .
وأضاف : 95 %من الحالات سليمة تماما ،بينما باقي الحالات متنوعة بعضها لا يمكن للخاطبين إتمام الزواج ، وبعضها بحاجة لعلاج حيت نوجه المصاب إلى مركز معالجة التلاسيميا وبعد الشفاء تستكمل الإجراءات وبعضها نخبره بإصابة غير منتقلة وراثيا ، ويستطيع الزواج .
وحول آراء بعض المراجعين للمركز كانت مؤيدة لهذه التحاليل من باب العلم بالشيء ،وهي أضمن لحياة أسرية خالية من الأمراض ،ولكن ارتفاع تكاليف التحاليل”100 ألف ليرة” ينغص عليهم فرحتهم ،وما باليد حيلة .
منار الناعمة