حديث القهوة.. أسعارها إلى ارتفاع… وفنجان منها صديق الصباحات .. الغش يطالها بإضافة منكهات غير حقيقية تستبدل بعطر ” الأسنس”
القهوة ..ذاك المشروب السحري … صديق الصباحات ، له طقوسه ، وأجواؤه الخاصة، …وبات له اليوم ميزانية خاصة تثقل كاهل المواطن .
للقهوة متذوقوها ، وعشاقها …يميزون النوع الرديء من الجيد ، بعضهم يشربها مع الهال ( عطر القهوة ) وآخرون دونه ، محلاة أو خالية من السكر ولأذواق الناس فنون ، ولجيوب التجار سراديب تبتلع كل ما يأتي من المواطن بحجة قد يتقبلها المغلوب على أمره في سبيل الحصول على طلبه .
خلال جولة لـ”جريدة العروبة” في بعض أسواق حمص ، وتحديداً على محال بيع القهوة لاحظنا تفاوتاً بسيطاً في أسعارها بحسب أنواعها والإضافات التي تدخل عليها كالهال أو المسكة أو … وهذا ما استفسرنا عنه خلال لقاءات أجريناها مع بعض أصحاب هذه المحال ، حيث أكد أبو محمد صاحب محل أن للقهوة أنواعاً تبدأ من نوع حبة القهوة قبل تعرضها ( للتحميض ) بعد ذلك تقسم إلى أنواع بحسب درجة ( التحميص) وكما يقال : قهوة سمراء ، أو شقراء ، أو متوسطة ، ثم تأتي مرحلة الطحن ، فالقهوة المطحونة مباشرة ( طازجة ) تختلف المطحونة قبل زمن قد يطول أو يقصر .
وأوضح : يوجد في المحل مطحنة خاصة نطحن بها القهوة بحسب طلب الزبون ، وهنا لا يوجد أي احتمال للغش ، حيث يختار النوع الذي يريده بحسب درجة التحميص ، والكمية التي يريدها وكذلك نطحن معها مادة الهال إن أرادها .
وحول طريقة غش القهوة أجاب : القهوة كغيرها من المواد الغذائية يمكن أن تغش ويكون ذلك بخلطها بعد الطحن بالخبز المحروق أو الحمص ، وهذه المواد عندما تخلط مع القهوة تصبح شبيهة بقوام القهوة السليمة ولا تكتشف إلا أثناء غليها مع الماء ، وفي هذه الأثناء يكون المستهلك قد دفع ثمن القهوة ، ولكن أصحاب المحال المعروفين في السوق لا يعرضون سمعة محالهم والاسم والشهرة التي حققوها عبر سنوات للتشويه في سبيل الحصول على الربح السريع من خلال الغش ، ونحن نتيجة جودة منتجنا لنا زبائننا الراغبون بشراء القهوة من محلنا .
أما الأسعار فقد تراوحت ما بين 58-64 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد وهذه الزيادة ببضعة آلاف ما بين محل وآخر بحسب رأي بعض أصحاب المحال أنها تعود لماركة القهوة ، وشهرة المحل أما التسعيرة النظامية من قبل ( التموين ) فهي موجودة ولكن النشرة متغيرة مع تغير الأسعار بشكل مستمر .
وأفادنا أحد أصحاب محال بيع القهوة بأن أفضل الأنواع المستهلكة حالياً في بلدنا هي ( الأرابيكا) البرازيلي أو الهندي حيث يوجد أربعة أنواع للقهوة عالمياً وأضاف : قد تغش مادة القهوة ولكن سريعاً ما تكشف أما الطريقة الجديدة اليوم في الغش هي في الإضافات حيث توضع مادة شبيهة بالهال ويضاف لها عطر الهال ( أسنس ) والخطورة أنها يمكن أن تكون مضرة بالصحة ، ونفس الأمر ينطبق على مادة ( المسكة ) والذي لا يمكن إضافتها للقهوة نتيجة الارتفاع الكبير بسعر الكيلو الواحد منها حيث بلغ منذ شهر حوالي مليوناً و800 ألف ولذلك يستعاض عنها بـ ( أسنس )
عطر المسكة .
وأكد أن المعاناة الحقيقية هي في الارتفاع اليومي أو حتى ( الساعي ) للأسعار وذلك بالنسبة للبائع والمستهلك على حد سواء فقال : أنا أشتري القهوة من التاجر بسعر وعندما أعود لآخذ نفس الكمية من نفس التاجر أجد أن الأسعار ارتفعت والحجة دائماً الكمية قلت ، الطلب كبير ، وارتفاع سعر الصرف الذي أصبح الشغل الشاغل للجميع .
ومن جانب آخر هناك المحال الأخرى التي تبيع مادة القهوة المغلفة وذلك بجانب المواد الغذائية الأخرى فأوضح بعض ممن التقيناهم أن مادة القهوة في محالهم ذات عدة ماركات معروفة وهم لا يتدخلون بمحتواها لأنها مغلفة وما على المواطن الراغب في الشراء إلا اختيار الماركة التي يفضلها والغش هنا يكون في تعرض هذه المادة للتلف نتيجة سوء التخزين .
وفي لقاءات مع بعض المواطنين الذين كانوا يشترون القهوة أكد بعضهم أنهم لا يستطيعون الاستغناء عنها وخاصة في الصباح وعلى حد قول أحدهم : ” فنجان قهوة الصبح بيصحي الراس “.
أما أبو عدنان فأكد أنه يشتري نوعاً من القهوة وهو ما يعرف ( بالعربية ) أو القهوة المرة
وحول الرقابة التموينية أفادنا مدير التجارة الداخلية بحمص م. رامي اليوسف أن القهوة كغيرها من المواد الغذائية تخضع لرقابة من حيث الأسعار وتنظيم الفواتير النظامية .
و أضاف: يتوجب على المنتجين إعادة بيان التكلفة الحقيقية وإيداعها لدى المديرية والتقيد بالإعلان عن الأسعار وتداول الفواتير وفي حال عدم التقيد يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل عناصر حماية المستهلك..
وبلغ عدد الضبوط المنظمة منذ بداية العام الحالي حتى تاريخه
فيما يخص بيع مادة القهوة 12 ضبطاً.
منار الناعمة
