أسعار الثوم بين ليلة وضحاها حلقت عاليا !!… المستهلك والمزارع خاسران… و كفة التاجر راجحة !! ازدياد إنتاج المحافظة حوالي الضعفين مقارنة بالعام الماضي !
لم يكن ينقص سلة همومنا المتكدسة أصلا إلا هم الثوم و الذي وصل برائحته النفاذة وأسعاره المتراقصة حد هم البصل والبازيلاء و البطاطا والبندورة و الرز و البرغل. الثوم أبى إلا أن يتحول إلى (تريند) من (تريندات) المواطن التي تزداد بشكل كبير يوميا فسعره في بداية الموسم كان مريحا للمستهلك مجحفا جدا للمزارع وانخفض إلى 1000 ليرة للكيلو و في بعض الأيام أقل ليجعلنا نتساءل عن أي ربح جناه المزارع المنهك في ظل أسعار تقتضي تدخلا إيجابيا لإنصافه ليأتي بعد فترة قصيرة قرار السماح بتصدير الثوم ولتحلق أسعاره في السوق الداخلية إلى ثلاثة أضعاف بالحد الأدنى كرد فعل طبيعي من قبل التجار على قرار التصدير والذي صب في مصلحة السماسرة و التجار دون غيرهم فالمزارع كما اعتدنا يبيع محصوله لمن يزوده بالمستلزمات وهذا الممول ليس إلا التاجر الذي يكدس أرباحه موسما بعد آخر فهو صاحب السيولة و هو المتحكم بالسوق والمتصرف الفعلي بأرزاق الناس , بالأمس و بعد انتهاء مدة التصدير توضح وزارة الزراعة أن التصدير لم يكن للثوم الأخضر و لم يكن إلا بكميات لا تؤثر على السوق المحلية بعد أن غزا ( زيد) غزوته و نال من جهد المزارع و جيب المواطن فالتصريح جاء متأخرا مقارنة مع التغيرات اليومية بالأسواق و قبيل أن تقارب حكاية الثوم على كتابة فصولها الأخيرة بعد أن سطر خسائر كبيرة للمزارعين و ابتعدت عن قوائم المؤونة لمواطنين بات تأمين ضروريات كفاف العيش حلما صعب المنال…فتحت السورية للتجارة أبوابها لشراء الثوم من المزارع مباشرة وبسعر جيد …. وهنا و بلسان القارئ يحق لنا التساؤل عن كيفية اتخاذ القرار أو عن صيغة التدخل الإيجابي الذي تتبعه المؤسسات المعنية و التي تنوء أصلا بأحمالها و لم تعد قادرة على تلافي خسارات متتالية نتيجة تدخلها بشكل ربما يكون غير مدروس ويكبدها الكثير من الخسائر لتزيد الطين بلة و مثال البصل ليس بعيدا وعن طريقة إيراد الإبل نأمل أن يجيبنا غيورون متمكنون و أن يأخذوا زمام الأمور فالثوم واحد من عشرات الأصناف التي يحرم منها المستهلك من شريحة الدخل المهدود و يحرم من مردودها المزارع الذي أصبح العد للمليون يسبق دخوله في زراعة أي صنف وكاستعراض للأرقام ليس أكثر أفادتنا مديرية زراعة حمص أن المساحة الإجمالية المزروعة بالثوم وصلت إلى 205 هكتارات مقابل 74 هكتارا في العام الماضي و الإنتاج الكلي يقدر بحوالي 2200 طن مقابل 813 طنا فقط في العام الماضي .
هنادي سلامة
