“العامرية” … تفتقر لمقومات الحياة …!! الكهرباء لـ 25 % من السكان و المياه لـ 5 % … مستنقع منصرفات الصرف الصحي يغمر عشرات الدونمات … واقع النظافة سيئ و بلدية المشرفة اختصرت جمع القمامة بيوم واحد .. مستوصف عين حسين الجنوبي القريب لا يقدم أي خدمة طبية أو صحية …
منذ أكثر من خمس سنوات بدأ أهالي العامرية في ريف حمص الشمالي بالعودة إلى منازلهم التي هجروها بفعل العصابات الإرهابية المسلحة و ما أن قام أبطال الجيش العربي السوري بتحرير القرية حتى توجه المعنيون في المحافظة و معهم جميع مدراء المؤسسات الخدمية للإطلاع على واقع القرية و بناها التحتية تمهيداً لإجراء ما يلزم من إصلاحات و صيانة للمرافق العامة ، و كانت الوعود حينها بإعادة جميع الخدمات ليتمكن الأهالي من العودة إلى منازلهم و أراضيهم ، و اليوم و بعد هذه المدة الطويلة لا زالت القرية تئن تحت وطأة قلة الخدمات رغم عودة أكثر من نصف السكان إليها .
ووردت شكاوى عديدة لـ “العروبة” من أهالي القرية يشرحون معاناتهم من الكهرباء و المياه و الصرف الصحي و النظافة و الاتصالات و المدارس و غيرها من خدمات .
“العروبة” تواصلت مع مختار القرية سليمان علي الذي كان أميناً بنقل معاناة أهالي القرية التي تتبع إداريا لبلدية المشرفة التي تبعد عنها حوالي 9 كم ، فبدأ علي بالحديث عن مشكلة الكهرباء و المتشعبة إلى أكثر من مشكلة و أهمها أن المحولة التي تم تركيبها من قبل منظمة الهلال الأحمر منذ العام 2019 لم تعد تكفي عدد العائلات التي عادت إلى القرية و الذي يبلغ في الوقت الحالي حوالي 250 عائلة و هو تقريباً نصف عدد العائلات التي كانت تسكنها قبل الحرب ، فأصبحت هذه المحولة كثيرة الأعطال بسبب الضغط الكبير عليها مطالباً باستبدالها بمحولة ذات استطاعة أكبر ، إضافة إلى أن شبكة الكهرباء التي قامت المنظمة بتركيبها لم تعد تخدم سوى 25 % من السكان و لا بد من استكمال الشبكة لباقي السكان ، و أشار علي أن شركة الكهرباء حتى الآن لا تقوم بشكل جدي بدراسة واقع الشبكة في القرية أو القيام بتركيب العدادات التي قام الأهالي بتسديد ثمنها منذ وقت طويل ، كما أنها “الشركة” تطالب بتسديد الغرامات عن السنوات السابقة .
و بالنسبة لمشكلة الصرف الصحي بين علي أن بلدية المشرفة قامت عام 2018 بإجراء صيانة و إصلاح للشبكة إلا أن الواقع الحالي سيئ للغاية حيث تخرج منصرفات الصرف الصحي من غرف التفتيش و تنتشر في الشوارع و الأراضي الزراعية إضافة إلى أن غرف التفتيش من دون أغطية مذكراً بقصة الطفل الذي وقع في إحدى غرف التفتيش بسبب عدم وجود غطاء ، لافتاً إلى وجود مستنقع غرب القرية بحوالي 700 متر غمر عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية و أدى إلى خروجها من الاستثمار الزراعي كما أدى إلى تلوث الآبار التي كانت تستخدم لري المحاصيل ، مشيراً أن هذا المستنقع تشكل نتيجة تدفق منصرفات الصرف الصحي لعدة قرى منها المشرفة و الجابرية و بادو وعين حسين و جميع القرى التي تم تشبيك خطوط الصرف الصحي مع الخط الإقليمي إلى محطة المعالجة في العامرية “مكان المستنقع الحالي” و التي كانت جاهزة للتدشين و الاستثمار قبل الأحداث و قبل أن تتعرض للنهب و السرقة على يد العصابات الإرهابية المسلحة .
و فيما يتعلق بمياه الشرب فهي بحسب مختار القرية لا تصل سوى لـ 5 % من السكان المقيمين حالياً في القرية علماً أن كميات كبيرة من المياه تتسرب و تهدر و تذهب في شبكة الصرف الصحي نتيجة ما تعرضت له من تخريب أثناء تواجد العصابات الإرهابية في القرية .
أما حول واقع المدارس أشار أن القرية تضم مدرستين للتعليم الأساسي واحدة للحلقة الأولى و الثانية للحلقة الثانية إلا أن مديرية التربية و عن طريق إحدى المنظمات الدولية قامت بصيانة مدرسة واحدة و خصصتها للحلقة الأولى بينما يذهب طلاب الحلقة الثانية للتعلم في مدارس القرى المجاورة ، مطالباً بالإسراع بصيانة المدرسة الثانية تخفيفاً للأعباء عن الطلاب و الأهالي ، مشيراً أن المدرسة مازالت حتى الآن تضم نفقاً بعد أن تم ردم النفق الآخر إضافة لوجود كميات كبيرة من الأنقاض داخل و في محيط المدرسة ما يتسبب بانتشار القوارض و تجمع الأوساخ و القمامة .
أما عن واقع الاتصالات فالهواتف الأرضية معدومة بالكامل نتيجة سرقة الشبكة أثناء تواجد العصابات الإرهابية في القرية و هناك وعود من وزارة الاتصالات بدراسة مشروع إعادة تركيب شبكة الهواتف للقرية إلا أنه لا شيء تغير حتى الآن و بالنسبة لشبكتي الخليوي فالشبكة ضعيفة للغاية لعدم وجود أبراج تغطية قريبة من القرية و الانترنت شبه معدوم .
و عن واقع الخدمات الصحية في القرية أشار مختار القرية أن مديرية الصحة و بعد مطالبات عديدة قامت بإرسال سيارة ” عيادة متنقلة ” للقرية و كانت تزور القرية يوم الاثنين من كل أسبوع و من ثم تباعدت جولاتها إلى أن انقطعت نهائياً ، لافتاً إلى وجود مركز صحي في قرية عين حسين الجنوبي و التي تبعد حوالي كيلو متر واحد عن العامرية و تم تأهيل هذا المركز و بناه التحتية جاهزة و مخدم بالطاقة الشمسية إلا أنه لا يضم أية عناصر طبية أو أية معدات وأجهزة و أدوية و غيرها أي أنه لا يقدم أي خدمة طبية أو صحية .
و أخيراً عن واقع النظافة بين علي أن القرية تابعة لبلدية المشرفة و رغم تخصيص يومين بالأسبوع للقرية إلا أن آليات النظافة اختصرتها بيوم واحد مشيراً أن الحجج دائماً لدى البلدية بأنه لا يوجد لديهم مازوت للآليات ، و لفت علي أن آليات بلدية المشرفة تمر من قرية العامرية بشكل يومي نتيجة وجود المطمر بالقرب منها إلا أنهم يبخلون على القرية بيوم آخر لجمع القمامة و هو من حقها و من مخصصاتها.
يحيى مدلج