زارت السيدة الأولى أسماء الأسد معمل الألبسة ضمن مجمع المثنى الإنتاجي بريف طرطوس، والذي انطلق من مشغل صغير بمجموعة قليلة من العاملين والعاملات، ليصبح اليوم مجمَّعاً إنتاجياً كبيراً يضم المئات ممن امتلكوا المهنة والمهارة، ممزوجة بشغف العمل والإنتاج، فأصبحوا منتجين بحقّ، وأصبح هذا المجمَّع مثالاً عن أن الرؤية والإرادة هي التي تصنع الإمكانيات وليس العكس.
وقالت السيدة الأولى: كان واضحاً في الجولة التي قمت بها على أقسام هذه المنشأة الحضارية أن لديكم الكثير من الحماس والطاقة والشغف بالعمل والإنتاج.. يعني خلية نحل لا تهدأ.. وهذا ما دفعني للتساؤل عن العلاقة بين هذا المشهد والمشهد العام الذي نعيشه كسوريين، كيف يتشابهون وأين يتناقضون.
وأضافت السيدة أسماء الأسد: المشهد العام.. هو مشهد معاناة، كلنا نلمس ذلك ونعيشه، والمعاناة هي أكبر مصدر للإحباط واليأس، لكن في الحقيقة ما رأيته اليوم هو مشهد فيه نشاط وحيوية وطاقة إيجابية وشغف بالعمل، وهنا نتساءل مجدداً، هل هذه الحالة الإيجابية منفصلة عن واقعنا حتى تكون إيجابية بهذا الشكل.. الجواب بالتأكيد لا.. هي ليست منفصلة، بل بالعكس هي نابعة من المعاناة، لأن المعاناة تأخذنا في اتجاهين، إما الاستسلام واليأس وسيطرة الحالة علينا، أو باتجاه المواجهة والتحدي وبالتالي نتغلب عليها.
وتابعت السيدة الأولى: الاختيار بيدنا نحن، وأنتم جميعاً اخترتم الحالة الثانية، من الممكن أنه عندما بدئ التفكير بهذا المشروع كان العامل الاقتصادي هو العامل الأساسي عند التأسيس.. لكن عندما نرى هذا الكم من التركيز والالتزام بالسلامة العامة للعاملين، والاهتمام بصحتهم وبراحتهم والتركيز على الحفاظ على كرامتهم وعلى حقوقهم، هنا يصبح العامل الإنساني العامل الأهم، لأن دوافع الجانب الاقتصادي دائماً الإنتاج، أما الإنسانية فدوافعها الحالة الوطنية، أي كيف نساند ونساعد بعضنا البعض، ونحب بعضنا البعض.. الحالة هي ألا نقبل بالحد الأدنى حتى لو كانت الظروف صعبة، بل بالعكس نتحدى الظروف لنستطيع دائماً تقديم أفضل ما يمكن.
وقالت السيدة أسماء الأسد: الحاجة هي التي تدفع الإنسان للعمل، ولكن الحالة الوطنية هي التي تجعله يعمل ضمن فريق، ويعمل بشغف وبإخلاص وبمحبة، وتكون لديه رغبة أن يطور نفسه، ويساهم في تطوير غيره، وهذا الشيء لاحظته اليوم بشكل واضح لدى كل واحد منكم، وهذا الأمر عكستموه من خلال إنتاجكم وعملكم والفائدة التي عادت لكم وانعكست في مجتمعكم.
وأضافت السيدة الأولى: من الممكن أن يقول البعض.. إن هذا الكلام نظري، لكن في الحقيقة هذا المجمع هو مثال حي موجود حقيقي عملي ومنتج ولو كان هو الوحيد فأيضاً قد يقول البعض.. إنه تنظير لكنه ليس الحالة الوحيدة، النماذج عديدة وهذه النماذج مع بعضها البعض مع مشاريع أخرى يجري تأسيسها تؤكد أن الرؤية والإرادة هي التي تصنع الإمكانيات وليس العكس.
وتابعت السيدة أسماء الأسد: أكثر الأشياء في الحياة تولد صغيرة ثم تكبر.. الإنسان مبادرة وفكرة حتى المشروع عدا الطموح فهو يبدأ كبيراً ويبقى كذلك، لأن أساسه رؤية وإرادة، وعندما تعرفنا على بعض للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات كان المشروع صغيراً في الحجم، لكن رؤيتكم كانت واضحة وإرادتكم ثابتة وطموحكم ليس له حدود، واليوم أنتم كبار بالمكان والمكانة وبالخبرة والتجربة وبالطموح أنتم كبرتم، ونحن كبرنا بكم.
وختمت السيدة الأولى بالقول: أشكركم وأحييكم على محبتكم لبعض، وعلى إخلاصكم لعملكم، وعلى رغبتكم الدائمة بأن تعطوا الأفضل، وفي نفس الوقت أحيي الممولين لهذا المشروع الذي يعتبر نموذجاً للاقتصاد الوطني.. هؤلاء الممولون اقتنعوا أن الربح الفردي هو دائماً يكون جزءاً من الربح الجماعي والذي أكده كلام سيادة الرئيس أن رأس المال الوطني لا يمكن أن يكون إلا شجاعاً.