لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية التحضيرات للامتحانات بالنسبة لكل الطلاب وخاصة لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية فهي تساعد الطالب وأهله على معرفة مستواه الدراسي ، وكثيراً ما نرى الأهالي يسعون جاهدين لإيصال ابنهم إلى مراتب التفوق والعلامات التامة ولكن هل يحقق الجميع أمانيه ؟
الحضن الأول للتفوق
* السيدة هيام – لديها ابنة متفوقة قالت : منذ الصفوف الدراسية الأولى اكتشفت أن ابنتي لديها تميز خاص في المدرسة من خلال نتائج الامتحانات ولذلك أوليتها اهتماماً كبيراً وبتوجيه من إدارة مدرستها وكنت أتابعها خطوة خطوة واليوم هي طالبة سنة ثانية -طب بشري وأيضا متفوقه في جامعتها .
* السيد مهران -طبيب قال : يتميز المتفوق عن أقرانه بسرعة بديهته التي لا تستغني عن ذاكرته النشيطة واليقظة وأنا أعتقد أن للتفوق مجالات فبعض الطلاب يتفوقون بكل المواد وبعضهم يتفوق بمادة -علمية أو أدبية – ولكن يبقى للتفوق روعته وللمتفوق مكانته في الأسرة والمجتمع عامة .
الدور الأساس للأسرة والمدرسة
* السيد محمود -مدير مدرسة قال : إن التفوق الدراسي وليد الأسرة الناضجة والمواظبة على تعليم أولادها الأمور العامة خاصة الأشياء التي تهمهم فالمدرسة تعد بالمرتبة الثانية بعد الأسرة وهي متممة لتطوير عقل الطفل ففي المدرسة تتفتح إمكانات الطالب ويتعلم الاستجابة للقوانين والضوابط التي تحدد سلوكه خاصة في الطريقة التي تتجه إلى التفوق وتنمية القدرات الإبداعية والمواهب الخاصة به ، بعد ذلك تأتي المؤسسات الاجتماعية الترفيهية ….
* السيد عدنان – مدرس لغة انكليزية قال : يجب على المجتمع التعاون مع الشخص المتفوق وتقديم الحاجات التي تناسبه أو تعالج المشاكل التي تواجهه وتعوق من تفكيره ، وهذه الأمور إن تحققت فإنها ستوفر المناخ العام لظهور التفوق في مختلف المجالات ولهذا فإن جملة الشروط الاجتماعية هي التي توفر الأساس المتين لرعاية تفوقه والمحافظة عليها .
* السيدة لينا -مدرسة رياضيات قالت : إن المحافظة على المتفوقين والاهتمام بهم لا تقل أهمية عن البحث عنهم واكتشافهم وتقديم ما يلزمهم من حاجيات مهمة بحياتهم .
هناك من يقول : إن معايير التفوق تختلف بالنسبة للأطفال عن الراشدين والكبار لوجود عدة مزايا تتوفر فيهم عن غيرهم مثل أن يكون لدى الطفل مستوى مرتفع من القدرة على التفكير الابتكاري خاصة تحصيل مستوى عال من الدراسة والفهم والاستيعاب مقارنة مع غيره من الأطفال الذين يماثلونه في العمر الزمني ، لكن مجمل هذه الأشكال والمظاهر تؤثر بها مجموعة من العوامل في تفوق الفرد وهذه العوامل تصنف تقليديا إلى عوامل وراثية وعوامل بيئية يضاف لها عوامل شخصية هناك من صنفها بالعوامل العقلية التي تلعب دورا كبيرا ومميزا في تحديد قدرات الشخص من حيث استيعابه وإدراكه السريع لجميع الأمور بدون وسيط .
عوامل مؤثرة ..وعوامل مكملة
وهذه تبدأ منذ أن يكون الشخص جنيناً في أحشاء أمه خاصة بعد اكتمال الجوانب الوراثية والتوازن الغذائي ثم مرحلة بعد الولادة حيث تكتمل جميع الاستعدادات النفسية والاجتماعية والأسرية لإعداد الطفل الناضج للدخول إلى الحياة ويقصد هنا التأثيرات التربوية المناسبة من قبل الأب والأم اللذين لهما الأثر الكبير في إنشاء الطفل اجتماعيا وبعد ذلك تأتي المدرسة ووجود الكادر الجيد للإشراف على المتفوق بما يتعلق بصقل عقل الطفل بالمعلومات الهامة ..
وهناك عدة عوامل يجب أن تمر بها تربية المتفوقين عقليا وهي مهمة تحتاج إلى الحرص في تنفيذها من خلال بعض الاختبارات مثل اختبارات القدرات العقلية والمهارات الإبداعية التي يمتلكها المتفوق من ثقافة ولغة وفهم واستيعاب وإدراك وسرعة بديهة وفطنة وحفظ وغيره وهناك المرحلة الأخرى التي تشمل اختبارات الذكاء وفحص مستوى القدرة العقلية لديه وهذا يظهر من خلال المؤسسات التربوية والاجتماعية التي تتفاعل معه وتشاطره اهتماماته وخاصة الأسرة والمدرسة ،وقبل كل شيء لابد من إعداد المعلم تربوياً في طريقة منهجه وتعامله مع المتفوق وهذه مرحلة مهمة حيث يعتبر المعلم النواة الأساسية لانطلاق المتفوق واختباره لذلك يجب أن يتحلى المعلم بالوعي والثقافة الكافيين لتنشئة المتفوق .
مستويات المتفوقين
تشير الدراسات والأبحاث الاجتماعية إلى أن هناك ثلاث فئات : بين (120-125) إلى (135-140) إذا طبق عليهم اختبار ستانفورد بينيه والثانية فئة المتفوقين وهم من تتراوح نسبة ذكائهم (140) إلى دون (170) على نفس القياس السابق وفئة المتفوقين جداً ( العباقرة ) وهم الذين تبلغ نسبة ذكائهم (170) فما فوق وهي مستويات يتم الاعتماد عليها عالمياً تحدد مدة القدرة والدرجة عند الشخص في تفوقه .
منار الناعمة