يمتلك الفنان التشكيلي محمد ربيع الفاخوري بصمة فنية خاصة وإبداعات فريدة من نوعها نفذها بمختلف الأساليب التشكيلية والتقنية مستخدما الألوان المائية والزيتية و الإكريليك على كل السطوح والورق والخشب والقماش بما يعطيها من قوة التأثير والإحساس الفني الصادق في التعبير .
وعن بداياته ونشاطاته الفنية حدثنا قائلا : نشأت في عائلة مشجعة للفنون وحظيت بدعم كبير واهتمام من والدي وأخي الأكبر مني سنا والذي كان يرسم في مركز صبحي شعيب وأذكر عندما كان عمري خمس سنوات رسمت شجرة وقمت بتلوينها بالألوان الزيتية وعندما انتهيت من رسمها رأيت الدهشة والإعجاب من قبل المحيطين وكنت في المرحلة الابتدائية معروف برسام الصف و يكتب على دفتري رسام الصف ( موهبة عظيمة في الرسم ) وما زلت أحتفظ بها حتى الآن وفي الصف الخامس أقيمت مسابقة فنية على مستوى المحافظة وكنت من الأوائل العشرة الفائزين ووقتها وتم تكريمي و أنا اعتبر أن الموهبة هي الأساس في انطلاقتي تم صقلها بالدراسة ومكونات هذه الموهبة وراثية وبيئية فالموهبة هي البذرة التي تحتاج إلى أرض طيبة وملائمة للنمو كالتشجيع مثلاً و احتواء الأهل للموهبة وتقديرها ورعايتها.
و اضاف :بعد نيلي الشهادة الثانوية العامة تقدمت لفحص كلية الفنون الجميلة وأذكر عندما كنت في المسابقة أرسم أحد التماثيل الرومانية وقتها شاهد لوحتي الأستاذ الياس زيات وأبدى دهشته وإعجابه وسأل عن اسمي ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة وتخرجت منها وقدمت مشروع التخرج بعنوان غيبيات وكان من لجنة التحكيم الأساتذة عبد القادر أرناؤوط – عبد المنان شما وإحسان عنتابي ومحمود جلالاتي وسرور علواني .
مختلف الأساليب التشكيلية
وعن المواضيع التي يتناولها في لوحاته قال :أعمالي عبارة عن ألوان من التصورات عن الطبيعة والقيم الإنسانية والحياة والموت والهدم والبناء ومختلف الأساليب التشكيلية والتقنية وإبراز الهواجس والتصورات المستقبلية المنعكسة عن الواقع أما الألوان المستخدمة استخدم المائيات والزيتي والإكريليك ورسمت على كل السطوح الورق والخشب والقماش ولكن أفضل الرسم على القماش بألوان أكثر ثباتاً و ديمومة بعد مراحل كثيرة لونت فيها بالمائيات والأحبار المائية وتأثرت كثيراً ببساتين وطواحين العاصي ومناظر الدمار التي خلفتها الحرب التي مرت بها البلاد
معارض متنوعة
وعن النشاطات والمعارض التي شارك فيها قال :ساهمت في جميع المعارض التي تقيمها النقابة كما أقمت معارض فردية في حمص ودمشق وحلب معارض جماعية عديدة مع فناني حمص ودرست في المعاهد الفنية وما زلت .
ففي عام / 1996 / شاركت بمعرض في صالة صبحي شعيب في حمص ومعرض في صالة الفنون الجميلة بدمشق عام 1998 ومعرض في صالة تشرين بحلب عام 1999 وفي عام 2000 عملت في رسم السقوف والجداريات والملصقات كما عملت في مجال التصميم الإعلاني كما اهتممت كثيراً بالتصوير الضوئي قبل عصر الديجيتال وانتسبت إلى نقابة الفنون وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين.
ثقافة فنية
وعن رأيه بالنقد السلبي والإيجابي قال :لا يوجد مصطلح نقد سلبي أو إيجابي والناقد بالنهاية يجب أن يتمتع بالثقافة الفنية الكبيرة وأن تكون له تجارب فنية ويجب تجريد النقد عن الأغراض الشخصية وأن يكون موضوعياً ومدعوماً في الثقافة الفنية .
تجسيد لتصورات بصرية
وعن كيفية تحضير اللوحة قال :اللوحة هي تجسيد لتصورات وتأملات بصرية مديدة مختزنة في اللاشعور وهي التعبير عن المشاعر والمعاناة والمؤثرات البصرية للبيئة والأحداث ويعبر الفنان بعناصره ورموزه المستقرة بتأثير معانيها في كيانه والتي وجدت فيها ضالته البصرية في التعبير عما في داخله ومشاعره وثقافته وبيئته وتأثير كل ذلك كينونة وشخصية ومخيلة ويبقى هذا التصور الوجداني يؤرق الفنان حتى يجسد ذلك بصياغتها في لوحة أدواتها الأشكال والألوان ويبدأ العمل حيث ينتهي ولن ينتهي طالما الفنان يتأمل به ويجد رغبة في ارتقائه نحو الكمال والرصانة بكل حيثياته التأثيرية والضوئية .
وعن أهمية الدراسة الأكاديمية للفنان قال :أرى أنها مهمة جدا فهي الأبجدية في إدراك الفنان للقواعد الفنية التشكيلية كما أنها مهمة في تبلور ذائقته البصرية وصقل ونضوج تأملات رؤيا الفنان للأشكال والألوان وأيضا يعمق الصلة بين الفنان وبيئته وطبيعته لأنها مصدر إلهامه وإبداعه ومنها يبني فلسفته وتصوراته ومنطقه ومنهجه ورؤيته وذلك لما في الإنسان والطبيعة من منطق جمالي لبناء الإنسان والفنان وهذا يؤدي إلى إعداد الفنان لصياغة تشكيلي متكامل من جميع زواياه وقيمه الفنية مبتعدا عن الثغرات التي تسيئ للعمل الفني والإبداعي
مرحلة أكاديمية
وعن سؤالنا حول المحاكاة والدراسة الواقعية لعناصر اللوحة وهل هي مرحلة أكاديمية وقديمة في الفن بالنسبة للتطور الذي نشهده في أساليب الفن التشكيلي المعاصر قال: طرق الدراسة الواقعية ضرورية للفنان كما ذكرت سابقاً وهي فعلاً مرحلة أكاديمية يجب تخطيها إلى مراحل أخرى يعبر فيها الفنان عن رؤيته الخاصة وأسلوبه المتفرد وتجاربه الإبداعية وتحولاته فيها وعوامله البصرية وعندما تتبلور ذائقة الفنان البصرية وتنضج رؤيته وتتخطى حدود الأشكال وقيمها الظاهرية إلى الجوهر والمضمون قيمها الجمالية عندها تتسم أعماله ببصمة إبداعية خاصة .
إبراز التأثير
وعن الأسلوب الفني او المدرسة التي تأثر بها قال : لايهمني الطريقة والأسلوب أو المدرسة بقدر مايهمني إبراز التأثير والتصور وتأكيد رؤيتي الخاصة وقد يبدو أني متأثر بالسوريالية في بعض لوحاتي ولكن تأثري بها في طريقة تحوير العناصر والعرض والدراسة والسوريالية اتجاهات متعددة والسوريالية وتبقى سوريالية الواقع أقوى تأثيراً عندي بينما الرمزية هي السمة الغالبة في لوحاتي وبالنهاية أساليب وطرق الفن التشكيلي 36درجة بكل الاتجاهات ولا ينحصر بزاوية واحدة
قوة التأثير
وعن تقييمه للعمل التشكيلي الفني الجيد قال :السؤال يطول الحديث عنه لتشعب أسبابه لكن هناك قيم أساسية وهي على الفنان أن يكون له أسلوبه ورؤيته الخاصة وبصمته الإبداعية البعيدة عن التقليد المألوف فقيمة العمل بما يحمله من قوة التأثير والإحساس الفني الصادق في التعبير وتأتي الخبرة في صياغته تشكيلاً وفنيا هو مايتوج العمل الفني كقيمة إبداعية وفنية من حيث التشكيل والإضاءة والهارموني والتعبير وتكون التقنية والتكنيك وسيلة وأداة لإبراز ذلك كله.
جزء من العمل الفني
وعن سؤالنا فيما اذا تسمية اللوحة بعبارة أدبية يؤثر في اللوحة وقيمتها الفنية والتشكيلية بحيث تجعلها اقرب إلى فن الأدب قال :برأيي عنوان اللوحة جزء من العمل الفني ولكن شريطة أن لا يطغى الموضوع الأدبي على اللوحة لأن ذلك يوجه المتلقي لقراءة محددة ويحد آفاق اللوحة ولغزها ويهمش قيمها الفنية والتشكيلية فأدوات الفن التشكيلي هي اللون والشكل وقيمه التعبيرية وليس الكلمة والعبارة الأدبية ولكن بالنسبة للوحاتي نعم هناك تجسيد للمعنى والتلميح لفكرة في اللوحة دون المباشرة والوضوح في عرضها لأن ذلك يقضي على متعة البحث والفضول عند المتلقي .
هيا العلي