تـــدمر بيـن القصيـدة والصـورة

في ذكرى استشهاد الباحث الأثري خالد الأسعد أقام المركز الثقافي العربي بحمص ندوة بعنوان (تدمر بين القصيدة والأسطورة )شارك فيها الباحث الدكتور نزيه بدور والشاعر برهان الشليل وذلك بالتعاون بين جمعية العاديات بحمص والمركز الثقافي العربي .
قدم الدكتور نزيه بدور تعريفاً بالأوابد الأثرية واحداً واحداً ثم ألقى الشاعر برهان الشليل قصيدة عن الأثر.
وعن مرثية الشهيد خالد الأسعد قال د.بدور:(نذر عمره لعروس الصحراء تدمر ..عمل في الترميم والتنقيب ونفض الغبار عن صفحات مجدها التليد ،وحولها إلى مدينة حيّة تعج بالضيوف والزوار إلى أن استشهد على يد برابرة التاريخ الإرهابيين عام 2015 )
وجاءت قصيدة الشليل عن الشهيد الأسعد ومنها :
أيها العاشق مجداً
لم تكن يوماً بجان
فلماذا ذبحوك …
ذبحوا فيك الأماني
فانعم اليوم شهيداً
بخلود ….بجنان
ثم جاء في (مرثية إلى تدمر )قدمها د.نزيه بدور قوله :(إن أبشع غزو وأكثره وحشية كان على يد الإرهاب الداعشي الذي دمر معبد بل وقوس النصر والمعبد ومدافن برجية والمسرح …)
وجاءت قصيدة الشليل عن هذا الموضوع بعنوان (هذي تدمر ):
العالم مشدود ينظر
سجل يا تاريخ العرب
وبها أفخر
سجّل أن الغادر يوماً هدم تدمر
ما أغباه إن دمر تدمر فستظهر
تدمر أخرى من أعماق الرمل الأصفر
وتدمر الإباء ،كما أكد الدكتور نزيه بدور أن تدمر صامدة بأبنائها البررة الوطنيين السوريين .وقال برهان الشليل شعراً :
هذه تدمر عنوان الإباء
من زمان قد تحدت همجية
حاربت روما وهزمتها
وظلت في بلادي كسيوف
وقفت يوماً وكانت مجدنا
في وجوه الحاقدين البربرية .
وتحدث الدكتور بدور عن قوس النصر الذي هدمه الإرهابيون والذي شيد في أثناء حكم الإمبراطور سيفيريوس (211م)
وفيه زخارف رائعة جعلت منه قطعة معمارية وفنية تتوج الشارع وتخلق الإحساس بجماله.وعن هذا القوس قال الشاعر برهان الشليل :
زينب تتأسى وتضجر
وتزور قوس تدمر
راعها ما قد رأته
من دمار لا يصور
وتقول في تحد
مثلما كان سيعمر
وعن البكائية الحزينة لمعبد بعل شمين ذكر الدكتور بدور أنه بني عام 32 م على أنقاض معبد آخر مبني بالطين ،واكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي وهو أقدم من مثيله معبد بعلبك بقرن كامل .اعتدى الإرهابيون عليه ..وعن هذا يقول الشليل شعراً :
أمعبد بعل شمين سلاماً
علام هدمت وصرت ركاماً
وكنت الأمان وكنت السلاما
أيجهل قوم مكاناً تنامى
فقد دمروك وصرت حطاما
وإن هدموك ستبقى مناراً
فتباً لأيد تروم خرابا
وما فعلوه سيبقى ظلاما
وتحدث الدكتور نزيه بدور عن أسد اللات الذي كان منصوبا عند مدخل متحف تدمر وقد اكتشف عام 1977 وهو تمثال ضخم وقد دمره الإرهابيون .وفي قصيدته /أسد اللات /يقول
الشاعر برهان الشليل :
أسد اللات سلاما
يا أماناً يا وئاما
كنت في تدمر تزهو
بعد أن طبت مقاما
حطموا مجداً وفناً
جهلهم أضحى سخاما
وتحدث بدور عن حسناء تدمر المتميزة بدقة النحت وتبرز سمو مكانة المرأة في تدمر ،فهي ترتدي أثمن الأزياء وتتحلى بأنفس الرصائع والقلائد والأقراط ، وحسناء تدمر اسم إحدى المنحوتات التي اكتشفها الشهيد خالد الأسعد وأعطاها هذا الاسم ،ويقول الشليل في قصيدته عنها بعنوان :
منحوتة حلوة
رمز الحضارات
سحر بواحاتي
ما أحلى طلعتها
يا وجهها يحلو
كلّ الحكايات
وعن مسرح تدمر أكد الباحث د.نزيه بدور أنه بني عام 273 م وجرت أعمال الترميم والتنقيب فيه عام 1952م .
وعنه نقرأ قصيدة الشاعر برهان الشليل بعنوان /بكائية حزينة لمسرح تدمر /ومنها :
دمروا مسرح تدمر
أي دمع يتحدر
خربوه ..هدموه
إن قلبي يتفجر
آه ما أحلى لياليه
وما أحلاه يسحر
وثمة أحاديث وقصائد عن (تترابل)ومعبد بل ومدفن إيلابل ومعبد اللات في تدمر قدمها الدكتور بدور وألقى قصائد عنها الشاعر الشليل، وقد رافق الندوة عرض لصور الآثار التدمرية ، وتميزت المحاضرة بالفائدة والمتعة نثراً وشعراً وصوراً.
عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار