الطفلة زينة شلهوب ذات السنوات العشر صاحبة الضحكة البريئة و المكانة المحببة في قلوب أهل قريتها بلقسة .. مدللة أبيها و ضوء عين أمها.. فرحة البيت ودميته الضاحكة.. عاشت عمرها مدللة واحتلت مكانة متميزة في قلب كل من عرفها… حجزت لنفسها بين الناس المكان الأحب… عيد ميلادها العاشر كان منذ أيام… يوم استثنائي احتفت به العائلة المقربة كيف لا و هو يوم قدوم ملاك جميل إلى البيت اسمه زينة يزين حياة وعين كل من رآه.
و في الخامس من تشرين الأول و بعد أيام من ذكرى مولدها جاء اليوم المنتظر للعائلة كلها و هو يوم تخرج أخيها غدير من الكلية الحربية برتبة ملازم… ذهبت إلى الحفل مع ذويها.. كيف لا وهي المغنجة المدللة صاحبة المقعد الأول في كل “مشوار”…
وبعيد إعلان تخرج الأخ الضابط أبت زينة إلا أن تعانق أخاها وتلمس النجوم على كتفيه إلا أن يد الغدر كانت أسرع من خطواتها الطفولية الصغيرة الحالمة… و بدون أي شفقة أو رحمة اختطفت زينة قبل وصولها إلى حضن أخيها بأقل من متر….
زينة اليوم تحولت إلى نجمة من نجوم الوطن الغالي الذي يفتديه أبناؤه بالغالي و النفيس…
عم الشهيدة السيد محمد شلهوب تحدث عن المصاب الجلل… مصاب كل السوريين في الاعتداء الإرهابي التي طالت نحوم الكلية الحربية في حمص يوم تخرجهم… و أكد أن العزيمة لن تلين و لن يزيد التحدي السوريين إلا تحدياَ و إصراراَ على متابعة المسير..
الشهادة طريقنا و النصر هدفنا… شهداؤنا ستبقى ذكراهم مشاعل نور لن تنطفئ مهما طال الزمن… و بالأمس شيعت قرية بلقسة طفلتها زينة إلى مثواها الأخير بموكب مهيب يليق بملاك
العروبة – هنادي سلامة