انطلاقاً من إيمانهم بأن السلام والأمان سيعود لسورية قريباً وبأن الشباب هم الداعم الأساسي لإعادة إعمار الوطن…قدم الكثير من الشباب مبادرات تهدف إلى إعادة الثقة بقدرة أبناء الوطن على إعادة إعماره وبنائه رغم ما مر به خلال سنوات الحرب…. وتأكيدا أن قوافل الشهداء فرشت الطريق لمستقبل آمن يطمح إليه جميع السوريين.
خلال سنوات الحرب الطويلة هناك الكثير من الشباب الذين يشعرون بالمسؤولية تجاه أبناء وطنهم وأن عليهم المساعدة ولو بمبادرات بسيطة تساهم في دعم الأسر المحتاجة أينما وجدوا ضمن الإمكانات المتاحة.
الاعتداء الإرهابي الذي طال الطلاب الخريجين وذويهم في الكلية الحربية بحمص حول الفرح إلى حزن عارم ولحظات السعادة التي عاشها أهالي الخريجين بعد انتهاء مراسم التخريج لم تدم طويلا…
لقد أسفر الاعتداء عن شهداء وجرحى من المدنيين و العسكريين تم نقلهم إلى المشافي العامة وبعض المشافي الخاصة وهنا بدأ جميع أبناء الوطن بالمساعدة ولملمة الجراح ومنهم شباب مبادرة “مجتمع” حيث قال المهندس حسن الرضوان مؤسس الفريق : نحن ككل السوريين نشعر بالواجب تجاه ما يجري في بلدنا وتقع علينا مسؤولية كبيرة فقررنا أن نبدأ العمل ولو بإمكانيات بسيطة , بداياتنا كانت منذ عام ٢٠١٦ حيث قررنا نحن مجموعة من الشباب العمل ومن خلال صفحاتنا المتنوعة على (الفيس بوك) أن نمد جسور التواصل مع جميع شرائح مجتمعنا لنكون عوناً لكل محتاج ليس لديه القدرة على الاستمرار دون مساعدة ومن هنا جاء اسم مبادرتنا (مجتمع) لتشمل جميع شرائح المجتمع, وأضاف: بعد الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية تضاعف لدينا حس المسؤولية فبدأنا التحرك للمساعدة حيث قمنا بإطلاق مبادرتنا الخاصة عبر صفحاتنا المتنوعة لمساعدة الجرحى الذين دخلوا المشافي سواء من محافظة حمص أو المحافظات الأخرى وذلك من خلال تأمين وجبات غذائية تم جمعها كتبرع من مجموعة مطاعم في حمص فكنا الوسيط بين المتبرعين و المحتاجين.
وأضاف : الأصداء كانت جيدة وهذه المبادرة لاقت استحسان الكثيرين مما ساهم في ترك بصمة في نفوسهم كما قام فريق العمل بنشر أرقام للتواصل معنا ومن خلال صفحاتنا لتأمين الأدوية للجرحى في المشافي لمعرفتنا أن الغالبية العظمى غير قادرين على تأمين الدواء بعد مغادرته المشفى حيث تم تأمين الأدوية للبعض من مستودعات الأدوية كما حاولنا العمل على مسألة الدعم النفسي للمصابين وخاصة الأطفال الذين شاهدوا ما جرى ويحتاجون لدعم نفسي وذلك عن طريق تقديم بعض الهدايا لهم أو الحديث معهم ومحاولة تفسير ما جرى إضافة إلى تقديم أيضاً الوجبات الغذائية لمن يحتاج.
وأوضح أنه تمت زيارة الكثير من الجرحى في المشافي العامة لتقديم الدعم اللازم لهم رغم الإمكانيات المتواضعة.. ورغم صعوبات العمل يعمل الفريق بروح واحدة وبإحساس عالٍ بالمسؤولية والثقة بأن المستقبل الأفضل قادم لا محالة رغم كل ما مررنا به.
وختم :خططنا القادمة ستكون مدروسة بشكل أفضل وسنعلن عن مبادرة لجمع التبرعات لمساعدة أسر الشهداء والجرحى بالتنسيق مع الجهات المعنية لإيصال الدعم اللازم لمستحقيه.
الجدير ذكره أن الفريق يضم شبابا مثقفين من أطباء وصيادلة ومهندسين وحتى جرحى حرب كلهم التقوا على محبة الوطن والشعور بأهمية العمل التطوعي لخدمة المجتمع.
بشرى عنقة