ذوو الشهيدين النقيب محمد العكاري وأخته عبير: الإرهاب لن يوهن  عزيمتنا وإصرارنا على الصمود…

لم يكن يوم الخامس من تشرين الأول يوما عاديا لدى السوريين.. لقد انتظره أهالي طلاب الكلية الحربية بفارغ الصبر ليروا ثمرة تعب وجهد أبنائهم.. وقد تخرجوا ضباطا من الكلية الحربية التي لطالما حلموا بها ليكونوا جندا أوفياء لوطنهم…يحملون راية بلدهم عاليا يدافعون عن ترابه في جميع الميادين حتى تحقيق النصر.. لكن الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية.. حول فرحة الأهالي إلى حزن عميق.. ولكنهم ظلوا مؤمنين بأن  سورية ستبقى جيشا وشعبا وقيادة أكثر قوة  وتصميماً على المضي   قدماً للقضاء على  الإرهاب و داعميه وتحرير كامل  الأراضي السورية  من رجسهم قريبا…

العروبة زارت أهل الشهيدين النقيب محمد العكاري وأخته عبير اللذين ارتقيا أثناء حضورهما مع عائلتهما حفل تخريج ابن أختهما محمد صفوان البارودي.. التقينا مع السيدة سوسن والدة الخريج… بعيون تملؤها الحسرة والألم والحزن..و إصابة واضحة في الكتف.. ورغم ذلك تجلس لتلقي العزاء بشقيقيها الشهيدين محمد وعبير… قالت : مصابنا كبير ولكننا أقوى من كل الحزن والألم.. وتابعت : انتظرت وعائلتي موعد تخرج ولدي بفارغ الصبر و دعوت جميع أخوتي ليشاركوني فرحتي به.. ولم أكن أعلم أن ذلك اليوم سيكون تاريخا  لا ينسى في أذهان الجميع.. أختي عبير كانت منذ الصباح الباكر  مستعدة للاحتفال.. وبقية أخواتي.. ولم أتوقع أنه آخر يوم سأراها فيه هي وأخي النقيب محمد الذي كان سندنا ومصدر قوتنا بعد استشهاد أخي آصف وهو شقيقه التوءم.. كان محمد يتمنى الشهادة وقد أصيب عدة مرات أثناء عمله في هندسة الألغام قبل أن ينقل إلى قسم الإشارة..

وأضافت : كانت سعادتنا كبيرة وكان العرض رائعا.. لحظات من  الفرح عشناها ونحن نلتقط الصورة التذكارية.. وبعدها لم ندرك ما حصل.. انفجار كبير بعثر كل شيء حولنا وحول فرحنا لحزن عميق.. أصيب زوجي بشظايا في مختلف أنحاء جسده وأصيب ولدي وأخت صهري و أنا أيضاً أصبت في كتفي..

وأكدت أن سورية منتصرة بمحبة وتعاضد أبنائها جميعاً ولا بد من الصمود والصبر على كل الجراح وتحدي الصعاب  فسورية كانت وستبقى بقوة وعزيمة جيشها ووحدة وصمود شعبها عصية على المؤامرات، و إن دماء الشهداء لم ولن تذهب هدراً بل ستكون مقدمة لاستكمال طريق النصر الذي رسمت ملامحه تضحيات من سبقهم من الشهداء.

رزان العكاري أخت الشهيدين  قالت : اجتمعنا لحضور حفل تخرج ضباط الكلية الحربية الذي كان من بينهم ابن أختي كان عرساً وطنياً بكل ما تعنيه الكلمة والعرض كان  رائعا بعد إعلان انتهائه وتخريج الدورة بدأ الأهالي بالتقاط الصور مع أبنائهم الضباط الخريجين فرحين و فخورين بهم… ونحن من بينهم توجهنا لالتقاط الصور التذكارية مع ابن أختي الخريج .. صعدت أنا وابنتي الصغيرة برفقة والديه إلى المنصة الرئيسية لنلتقط معه الصور التذكارية وبقي الشهيدان ينتظرانا, و بعد صعودنا المنصة سُمع دوي انفجار كبير وسارع رجال الجيش بتخفيف الازدحام وإبعاد الأهالي إلى أماكن آمنة وكان برفقتي أهل الخريج وعماته وجميعهم جرحى وأصيبت ابنتي أيضاً بشظية في  يدها,, بعد دقائق قليلة جاءت سيارات لتجمع الأهالي وتخلي الكلية تماماً  وتولى بعض عناصر الجيش مهمة نقل الجرحى وإسعافهم برفقة سيارات الإسعاف , و هناك جنود جرحى  شاركوا بنقل المصابين والشهداء.. نقلونا إلى المشفى العسكري وأصبح همي الوحيد أن أجد إخوتي وعندها علمت أن أخي النقيب محمد ارتقى شهيداً ولم نجد أختي وعند المساء أبلغونا باستشهادها.. وأكدت أن استشهاد أخويها مصدر فخر واعتزاز للعائلة وتزيدها إصراراً على الصمود والتشبث بالوطن والالتفاف حول جيشنا الباسل تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

وختمت :إن الجرح كبير ومؤلم ولا يمكن للكلمات أن تعبر عن حجم الفاجعة إلا أننا نزفهم اليوم شهداء الأرض والوطن.

بشرى عنقة – يوسف بدور

 

المزيد...
آخر الأخبار