صعوبات كبيرة تعيق عمل مخبز حمص الآلي ” الإنشاءات” و الرغيف ليس كما يجب !! مدير المخابز : وعود بصيانة الخط المتوقف بداية العام القادم .. مدير المخبز : خط الإنتاج قديم و الدقيق يحتاج إلى فترة راحة قبل التصنيع .. ظروف الإنتاج و العمل الليلي يؤخران تسليم الخبز للمواطنين ويؤثر على جودة المنتج
تعاني صناعة الخبز في محافظة حمص عموماً من معوقات و صعوبات عديدة تؤثر بشكل مباشر على جودة الرغيف المنتج و الذي بات في هذه المرحلة الملاذ الآمن للمواطنين في ظل ارتفاع أسعار كافة المواد الغذائية من لحوم و خضار و فواكه و ألبان و غيرها ، فازدادت حاجة الأسرة السورية لرغيف الخبز الجيد للتعويض عن نقص باقي المواد الغذائية التي أصبحت خارج حسابات المواطنين و بقي استهلاكها بالحدود الدنيا التي تتوافق مع قدرتهم الشرائية الضعيفة للغاية .
“العروبة” زارت مخبز حمص الآلي و الذي ينتج الرغيف لشريحة كبيرة من المواطنين يقطنون في أحياء المدينة و بعض المناطق الريفية القريبة للإطلاع على واقع صناعة الرغيف فيه و تبين خلال الجولة أن المخبز ينتج رغيفاً مقبولاً إلى حد ما من حيث الشكل إلا أننا لاحظنا عدم تماسكه و قابليته للتفتت بعد وقت قصير من إنتاجه , و هذا يضاف إلى أسباب عديدة تحول دون وصوله إلى مستهلكه بالشكل المطلوب ، كما تبين الصور التي التقطناها من المخبز وجود نقص بوزن الربطة و يبدو أن هذا الأمر شائع في جميع أفران المحافظة دون استثناء .
مدير المخبز المهندس مجد ونوس عزا أسباب تراجع جودة الرغيف لعوامل عديدة أهمها قدم خط الإنتاج و تهالك مكوناته مشيراً أنه الخط الوحيد بين أفران المحافظة الذي لم تتم صيانته و لم يرصد له اعتماد لهذا الأمر و لفت إلى وجود وعود بوضعه ضمن خطة العام القادم لإجراء صيانة شاملة ، مضيفاً أن وصول الدقيق بشكل مباشر من المطحنة إلى الفرن ووضعه بالإنتاج بشكل مباشر له أثر سلبي كبير على صناعة الرغيف و هذا ما يحصل حالياً علماً أن الدقيق يحتاج إلى فترة راحة لا تقل عن أسبوع قبل صناعة الخبز كما أشار إلى تغير نوعية الدقيق بين فترة و أخرى و هذا ما يؤثر على مواصفات الرغيف المنتج إضافة إلى أن الخميرة ليست جيدة في كل الأوقات و حصل أن استلم المخبز خميرة لم تعطِ نتيجة جيدة منذ حوالي الشهر و نصف الشهر .
و تابع ونوس : هناك أمور أخرى تؤثر على جودة الرغيف منها وضع البناء الفني حيث الصالة المتسعة ووجود ثقوب في الجدران و بعض النوافذ المكسورة إضافة إلى الحديد المستخدم في البناء … جميعها عوامل تؤثر على تخمر العجين و خاصةً في فصل الشتاء مع الضغط الكبير على الفرن حيث يعمل لمدة حوالي 22 ساعة في اليوم لتلبية حاجة الأحياء و المناطق التي تستجر الخبز منه ، مضيفاً أن مشكلة تقنين التيار الكهربائي و انقطاعه مرات عديدة أثناء الوصل يجعل من الاعتماد على المولدات الاحتياطية خياراً وحيداً و هذا ما يؤثر على عملها و تعرضها بشكل دائم للأعطال ، كما أن نقص اليد العاملة الخبيرة في المخبز من فنيين و مياومين و غيرهم هو أحد الأسباب المؤثرة بشكل مباشر على جودة الرغيف المنتج ، و أشار ونوس أيضاً إلى مشكلة نقل الخبز من المخبز إلى المعتمدين سواء بشكل مباشر أو عبر الناقل حيث يقوم 5 ناقلين بنقل الخبز إلى المعتمدين و هذه العمليات تستغرق وقتاً طويلاً نسبياً من لحظة إنتاج الرغيف إلى وصوله إلى المستهلك و هذا ما يجعل الرغيف يخسر الكثير من مواصفاته و جودته .
و بين ونوس أن المخبز يعمل بطاقة إنتاجية تقدر بحوالي 11 طنا من الدقيق يومياً و ينتج حوالي 12 ألف ربطة و يعمل بخط إنتاج واحد كون الخط الثاني معطل منذ الشهر العاشر من العام الماضي .
مدير فرع المخابز في حمص المهندس حافظ الأشقر أشار أيضاً إلى العوامل التي تؤثر على نوعية الرغيف في مخبز حمص الآلي و التي هي قدم الخط و حاجته الماسة لإجراء الصيانة إضافة إلى نوعية مكونات الرغيف من طحين و خميرة و غيرها مؤكداً على استلام الطحين بشكل يومي من قبل الأفران و الإنتاج بشكل مباشر دون إراحة الطحين و هذا ما يؤثر على جودة الإنتاج كما تطرق إلى نقص اليد العاملة الخبيرة و الكوادر الفنية مشيراً أن غالبية العمال من المياومين من الفئتين الرابعة و الخامسة ، مضيفاً أن ظروف الإنتاج التي تفرض العمل بساعات الليل و استلام المعتمدين للمخصصات في ساعات الصباح و عمليات نقل الخبز إلى المعتمدين عوامل مؤثرة إضافية على نوعية و جودة الرغيف لافتاً أن المخبز يعمل في ظروف ضغط كبيرة و ينتج حوالي 600 ربطة في الساعة و يعمل لساعات طويلة تصل إلى 22 ساعة في اليوم و أحياناً أكثر في حالات حصول الأعطال التي تحتاج إلى توقف الإنتاج .
و بين الأشقر أن هناك وعود من الإدارة العامة لإعادة تأهيل الخط الثاني في المخبز بداية العام القادم بعد تأمين الاعتماد اللازم .
و لفت مدير المخابز إلى المشاكل التي تعترض عمليات تسليم الخبز للمستفيدين عبر البطاقة الالكترونية و ذلك بسبب تعطل أجهزة القطع إضافة لضعف الشبكة في كثير من الأحيان و المناطق في المحافظة .
مخبز حمص الآلي لم يحظ بالاهتمام اللازم من قبل المؤسسة العامة للمخابز و الكلام هنا للمحرر حيث لاحظنا خلال هذا العام إجراء صيانات عديدة لباقي المخابز في الوقت الذي استثنى هذا المخبز من إجراء أي صيانة رغم الحاجة الماسة و الملحة ، كما تبين أن من أهم أسباب انخفاض جودة الرغيف يعود لعمليات النقل بين المخبز و المعتمدين و تكديس الخبز سواء في السيارات أو لدى المعتمدين في محالهم و هذا ما يدفعنا للتفكير ملياً بإمكانية إلغاء عملية التسليم عبر معتمدين و إعادة التسليم عبر الأفران بشكل مباشر للمواطنين .
يحيى مدلج – عصام فارس