نقطة على السطر ..الشباب مستقبل الوطن

في لقاء شبابي يبشر بمستقبل مشرق وبدعوة من فرع حمص لإتحاد شبيبة الثورة التقيت مع مجموعة من الشباب والشابات أعمارهم ضمن المرحلة الثانوية،وفي بداية الأمر لا أنكر أنني كنت متوجساً بعض الشيء من عدم قدرة من هو في عمر الستين أن يحاور من لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره كان طفلاً رضيعاً عندما بدأت الحرب على سورية وخاصةً أن بعض محاور اللقاء يتحدث عن مقاومة المعتدين على أرضنا وحقوقنا.

في بداية حديثي  كنت أنظر في وجوه هؤلاء الشباب لعلني اقرأ من نظراتهم صدى قبول أو عدم قبول مفردات كلامي عسى ولعل أصل معهم إلى نقاط ليكون بيننا حواراً مفيداً يدركون ما أقول وأصل إلى ما يفكرون ، والسبب في هذا الصراع الذي كونت فيه  قناعتي أن هذا الجيل ليس من اهتماماته القضايا التي أتناولها،لذلك اختصرت كثيراً مبيناً العناوين الرئيسية التي سنتحاور بها لعلني أسمع شيئا منهم لنبدأ الحوار،وهنا كانت المفاجأة غير المتوقعة من قبلي،بما تحدث بعض هؤلاء الشباب وكأنني أسمع من لديه خبرة وعمره يتجاوز أضعاف أعمارهم،هنا تساءلت بيني وبين نفسي  و سائلأ المشرف هل حديثهم محضر مسبقاً فنفى أي تحضير لذلك فاعتمدت على الحوار الفردي المباشر لعله يكشف قدرة هذا الشاب على كشف مكنوناته وقدرته  على توضيح ما يريد،وهنا كانت المفاجأة الثانية بأن حديثهم وكلامهم وأفكارهم أتت من وعيهم وقناعتهم ورغبة واضحة لديهم بضرورة معالجة كل القضايا السلبية التي تعيق تطور بلدنا.

عندما سمعت نقاشاتهم وطروحاتهم وبكل صراحة كنت مسروراً جداً لما سمعته وتأكدت حينها أنني كنت مخطئاً بحق هؤلاء وقناعتي الخاطئة بأن هذا الجيل لا يملك مبادرات ولا يملك هدفاً واضحاً  كانت في غير محلها.

سمعت منهم واستنتجت من فكرهم الموضوعية والمنطقية والوطنية والحرص الشديد على الوطن وعلى مؤسسته العسكرية منتقدين حالات الخلل والفساد مطالبين بدور إعلام وطني متنوع أكثر قرباً لجيل الشباب حتى لا يكونوا فريسة سهلة  لصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي غير معروفة المصدر والأهداف.

كنت أتمنى نشر كل كلمة تحدثوا بها ،ولكن أقول بفرحة عامرة وسعادة  من يرى ابنه يتفوق عليه بكل مناحي الحياة، كان لدي هذا الشعور ،أيقنت وبكل صراحة وبكل فخر واعتزاز أن هناك جيلاً قادماً في بلدنا قادراً على إعادة بنائه وحمايته،رأيت فيهم بذورا صالحة ستزهر قريباً حاملةً ثماراً ناضجةً متسلحة بوعي وحس وطني .

بوركتم شباب وطني وانتم تجمعون بين همة الشباب وحكمة الشيوخ…

دمتم ودامت بلدنا بخير.

مغيث إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار