“الزارة” دون وسائل نقل والخدمة الهاتفية  معدومة   .. المركز الصحي بلا طبيب والطرق تحتاج  صيانة …

تحتاج بلدية الزارة في ريف حمص الغربي و القريتين التابعتين لها و هما الحصرجية و قميري إلى مزيد من الاهتمام من الناحية الخدمية خاصةً أن غالبية الأهالي عائدون من التهجير القسري الذي تعرضوا له على يد العصابات الإرهابية المسلحة و تعرضت منازلهم و ممتلكاتهم لكثير من التخريب ، و بدأ الأهالي العودة إلى منازلهم منذ عام 2021 بعد عودة الأمن و الأمان إلى المنطقة على يد بواسل الجيش العربي السوري و بلغ عدد العائلات العائدة حوالي 300 عائلة في الزارة و 40 عائلة في الحصرجية.

عن الوضع الخدمي في الزارة تحدث رئيس البلدية المهندس بشار درويش لـ “العروبة” مبيناً أن بعض الخدمات معدومة و بعضها في الحدود الدنيا و بعضها بحاجة لاستكمال و كانت بداية حديثه عن المركز الصحي الموجود في البلدة الذي يحتاج إلى طبيب بالدرجة الأولى حيث يقدم المركز بعض الخدمات الطبية البسيطة كقياس الضغط و لقاحات الأطفال و لا يوجد في المركز أية عيادة من أي اختصاص و لا يداوم فيه سوى قابلة قانونية و فنية مخبر .

و بالنسبة للكهرباء لفت درويش أن الشبكة الكهربائية في كل من الزارة و الحصرجية كانت مخربة و تم تأهيل و تخديم حوالي 60 % من العائلات العائدة إلى منازلها عن طريق مشاريع قامت بها بعض المنظمات الدولية إلا أن حوالي 40 % من السكان دون تخديم بالشبكة الكهربائية حتى اللحظة ، مشيراً إلى وجود محولة كهرباء واحدة حالياً في الزارة و هي كثيرة الأعطال نتيجة زيادة الحمولة عليها و هناك محولتان إحداهما للزارة و الثانية للحصرجية مازالتا في مستودعات شركة الكهرباء بانتظار استكمال مشروع تأهيل الشبكة ليتم تركيبهما في البلدتين ، و لفت درويش أن لجنة من شركة الكهرباء قامت منذ قرابة الشهر بتغريم العديد من الأهالي في الزارة بمبلغ 500 ألف ليرة علماً أن هذه الأسر قامت بالتسجيل على عدادات كهربائية إلا أن الشركة لم تقم بتركيبها .

و فيما يتعلق بمياه الشرب بين درويش أن شبكات المياه في القرى الثلاث جيدة و تم تأهيل الخطوط المخربة و لا يوجد شكاوى من الأهالي بهذا الخصوص ، إلا أن قرية قميري تحتاج لتمديد خط صرف صحي في الحي الجنوبي الشرقي بطول حوالي 200 متر لتخديم عدد من المنازل داخل التنظيم إضافة لوجود مشروع قيد التصديق لاستبدال وصلة بطول حوالي 70 متراً من شبكة الصرف الصحي في الزارة .

إلا أن المشكلة الأهم التي يعاني منها الأهالي في القرى الثلاث هي مشكلة انعدام الاتصالات الأرضية و الانترنت و شبه غياب التغطية الخلوية.

و طالب درويش شركتي الخليوي بتركيب أبراج تخدم هذه القرى خاصةً أن مشروع مد خطوط الهاتف الأرضي يسير ببطء شديد حيث قامت شركة الاتصالات بتنفيذ مجموعة ضوئية حديثة للقرى الثلاث إلا أنه لم يخدم أي منزل بالهاتف حتى اليوم مطالباً الإسراع بتنفيذ المشروع بسبب الحاجة الماسة مع غياب تغطية شبكتي الخليوي .

و بين درويش أن الزارة تحتاج لصيانة عدد من الطرق علماً أنه  يوجد عدد من المشاريع في خطة العام الحالي ستنفذها مديرية الخدمات الفنية منها طريق الزارة – الشواهد  “الحصن” و هو طريق سياحي جبلي بطول حوالي 3 كم و ربما تم تدويره للعام القادم و طريق آخر يربط الزارة بخربة جباب و هو طريق زراعي يخدم العديد من القرى و الأراضي الزراعية إضافة لوجود طريقين آخرين يربطان الزارة بالطريق الدولي حمص – طرطوس .

و بالنسبة للنقل و المواصلات في البلدات الثلاث أشار درويش إلى انعدامها تماماً حيث لا يوجد أية وسيلة نقل تعمل على خط الزارة في الوقت الحالي ، و يوجد سرفيس واحد فقط على خط حمص – تلكلخ يقوم بنقل الركاب من الزارة إلى تلكلخ بمبالغ مرتفعة نسبياً “2500” ليرة للراكب الواحد بحجة أنه لا يقوم بتعبئة وقود مدعوم لعدم ذهابه إلى مدينة حمص ، مضيفاً أن هناك جهودا تبذل لنقل خط أحد الباصات إلى خط البلدة لتخديم الطلاب و الموظفين و الأهالي عموماً .

و طالب رئيس البلدية منظمة الهلال الأحمر بإعادة التقييم حيث شعر الكثير من أهالي البلدة و قريتي الحصرجية و قميري بالظلم نتيجة حرمانهم من المعونات التي قامت المنظمة بتوزيعها على عدد من الأهالي دون غيرهم مشيراً إلى وجود أخطاء بالتقييم ، مضيفاً أن المنظمات الدولية التي قامت سابقاً بترميم حوالي 260 منزلاً في الحصرجية و الزارة لم تستكمل مشاريعها حيث تقطن الكثير من العائلات بمنازل تحتاج إلى الترميم و ليس لديها القدرة على صيانتها و إصلاحها نتيجة الظروف الاقتصادية و المعيشية الصعبة .

يحيى مدلج

المزيد...
آخر الأخبار