أضاء الدكتور غسان لافي طعمة في مطلع محاضرته التي ألقاها في رابطة الخريجين الجامعيين بعنوان “ حمص على ألسنة الشعراء” على جانب مهم ومثير في الشعر، إذ قال: ليس الشاعر الكبير نزار قباني وحده من عبر عن ندمه كونه لم يجعل حمص محطة من محطاته الشعرية الأساسية فالكثير من الشعراء كان بين ذاكر عاشق وبين نادم متحسر ومشتاق متيم, ورغم أن حمص كانت حاضرة منذ العصر الجاهلي لكن المحاضر ركز على حضورها عند شعراء الحداثة لجهل الكثيرين بهذه المرحلة وأول من ذكر حمص في شعره هو حندج بن حجر الكندي الملقب بامرئ القيس، ثم ميمون بن قيس الملقب بالأعشى الكبير كذلك هناك شعراء وفدوا مع الجيوش العربية إلى حمص مثل كعب بن مالك وأعشى حمدان و النعمان بن بشير والأخطل التغلبي..
وتابع قائلا: كذلك هناك شعراء العصر العباسي الذين شهدوا وقائع وأحداث كثيرة في حمص وممن أنشدها وأضاف إليها سمواً وعظمة في الشعر العربي عبد السلام بن رغبان المعروف بديك الجن الحمصي.
ولأبي نواس وأبي تمام صديقي ديك الجن ونديميه قصائد في حمص وهناك أيضا الشاعر البحتري الذي التقى بأبي تمام في حمص وللمتنبي كذلك قصائد كثيرة عن حمص، وقد ورد اسم حمص على لسان الشاعر أبي العلاء المعري فيلسوف المعرة.
كما أضاء الدكتور طعمة في محاضرته على شعراء عصر النهضة وفي طليعتهم إبراهيم اليازجي الحمصي المولد… اللبناني الإقامة.
ثم يأتي الحنين إلى حمص من قبل المهاجرين إلى الأمريكيتين ومنهم الشاعر معروف الرصافي و الشاعر ندرة حداد الذي كان يهتف من نيويورك مخاطبا أوراق الخريف في حمص.
وإذا ما ذكرت حمص في عيون شعرائها المهجريين لابد أن نذكر ابنها البار الشاعر نسيب عريضة الذي كرس اسمها بعفوية وصدق، هي مدينة ابن الوليد، هي جارة العاصي، هي أم الحجارة السود.
و لم ينس الشعراء المقيمين في حمص ومنهم الشاعر عبد المعين الملوحي الذي تفوق في رثاء نفسه٠ بوهج عاطفة وجودة فنية فكانت حمص العاصي والميماس ملاعب الصبا وملهمة الاحباب ، وكانت السمة المشتركة لهؤلاء الشعراء مغتربيهم والمقيمين فيها هي الود والإخلاص لهذه المدينة الوادعة الطيبة.
و تابع: في عصرنا الحاضر تقمص الشاعر عبد النبي التلاوي شخصية الشاعر ديك الجن الحمصي الذي يعيش في أعماقه فله سهرة مع أحزان ديك الجن ٠ كذلك لدى الشاعر محمود نقشو حالة إنسانية تسكن في البال وتسافر في الروح المشتعلة.
و يتماهى الشاعر طالب هماش مع مدينة حمص و يصفها في لوحات شعرية صافية…
ومن الشعراء الذين ذكرهم طعمة الشاعر عبد الباسط الصوفي.. .
و ختم : وهكذا كانت مدينة حمص على ألسنة شعرائها الذين نفحوها من طيب كلامهم عطرا وصبوه شعرا مصنوعا من رحيقها مابين الحلاوة والمرارة.
عفاف حلاس