الغلاء طال المأكولات الشعبية.. والقدرة الشرائية للمواطن شبه معدومة.. أصحاب المحال :تكلفة المواد الأولية المرتفعة تنعكس على المبيعات .. مدير حماية المستهلك: تنظيم٣30 ضبطا بحق المطاعم الشعبية والمخابز السياحية المخالفة
الغلاء طال كل شيء في حياتنا حتى أبسط المواد الغذائية والتي كان المواطن يلوذ إليها هربا من غلاء أسعار اللحوم والخضار المتتالي.. ارتفاعات جديدة طالت أسعار المأكولات الشعبية (فول – حمص – فلافل) فقد كانت غذاء الغالبية العظمى من المواطنين …و بعدها شهدت أسعار مستلزمات العمل مثل الكهرباء والمازوت والغاز ارتفاعاً ملحوظا وبخاصة بعد تعديل أسعار مازوت النقل مما انعكس على أسعار الحبوب والخضار والفواكه والمواد الغذائية والزيت بنسبة مضاعفة ، والنتيجة حتما ستكون سلبية على المواطن المعتر.. مع قيام أصحاب المحال والمطاعم برفع تسعيرة منتجاتهم…
تقول إحدى السيدات : كانت المأكولات الشعبية” الفول والحمص و الفلافل” وغيرها من المواد الغذائية ،وجبة رئيسية على موائد الفقراء غير القادرين على شراء اللحوم والألبان و الأجبان وحتى الخضراوات، لكن للأسف أصبحت كغيرها بعيدة المنال عن قدرة شريحة واسعة من المواطنين الذين باتوا شبه عاجزين عن دفع ثمنها ، بعدما ارتفعت أسعارها حوالي الضعف وحجة أصحاب المحال ارتفاع أسعار كافة المواد الأولية ، وعدم توفر الغاز والمازوت وازدياد ساعات تقنين الكهرباء.
وأضافت :وصل سعر سندويشة الفلافل إلى 5000 ليرة للسندويشة “العادية” أما “الدبل” فسعرها مضاعف.. وكيلو الحمص المطحون أصبح 22ألف ليرة وقرص الفلافل مابين 350 – 500 ليرة وكيلو الحمص الحب مابين 25-30 ألف ليرة وكيلو الفول المسلوق (بدون إضافات) مابين 12 – 15 ألف ليرة.
وأشار أحد المواطنين أن أصحاب المطاعم لا ينتظرون نشرة التموين لرفع أسعارهم، و لا يلتزمون إلّا بوضعها على واجهات محالهم خوفاً من أي شكوى من أحد المواطنين .
مضر صاحب مطعم شعبي قال : لا نستطيع البيع بأسعار لا تتناسب مع الواقع منوها إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطن والذي أثر على حركة البيع , و من النادر حاليا أن يشتري الزبون أكثر من نصف كيلو من الحمص المطحون مثلا حتى الفلافل والبطاطا المقلية انخفض بيعها… وبين أن هناك أصحاب محال استغنوا عن بعض عمالهم كي يستطيعوا الاستمرار في العمل… وبرأيه أن ارتفاع أسعار زيت القلي والغاز هو الأكثر إرهاقا لصاحب المحل وأن تأمينها يحتاج لرصيد مالي دائم, فقرص الفلافل أصبح يكلف أكثر من 400 ليرة.. حتى سلق الحمص و الفول وقلي البطاطا يكلف مبالغ طائلة فما العمل إذا؟ .. وأشار أن كثير من التجار لا يلتزمون بالنشرات الصادرة للمواد، ويبيعون المحال بأعلى من السعر المحدد، وبرأيه أن تسعيرة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لا تراعي بشكل دقيق غلاء أسعار المواد،ولا صعوبة تأمين البضاعة ودور تلك الصعوبات في رفع التسعيرة.. وبالتالي ينجم عن ذلك كثرة العرض وقلة الطلب، وهذا ناتج عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين …
يقول عصام وهو رب أسرة مؤلفة من ثلاثة أطفال : هل من المعقول أن يصل سعر كيلو الكعك بسمسم إلى حوالي 30 ألف ليرة، وبدون سمسم إلى 29 ألف ليرة، والصمون ارتفع سعر الكيلو منه إلى الضعف.. وصلنا لمرحلة بات أطفالنا يحلمون بشراء كيلو كعك…
وأضاف : دائما نسمع حجج التجار وأصحاب المحال عن ارتفاع تكلفة المواد الأولية لصناعة هذه المأكولات ابتداء من الدقيق والخميرة والسمسم و النخالة (للخبز السكري) وقلة المحروقات هذا عدا عن ازدياد الرسوم والضرائب.. وبالنهاية كله ينعكس على القدرة الشرائية للمواطن الذي لم يعد قادرا على شراء أهم احتياجات أسرته…
الأسعار تتناسب مع التكلفة
كما تواصلت العروبة مع مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس رامي اليوسف حيث قال : تقوم مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمتابعة التقيد بالتسعيرة الرسمية الخاصة بالمطاعم الصادرة بالقرار رقم 557 تاريخ 20/11/2023 حيث تحددت التسعيرة بناء على البيانات المقدمة من اتحاد الحرفيين بعد عرضها على لجنة تحديد الأسعار والمكتب التنفيذي ودراستها وتدقيقها كما أن الجمعية الحرفية للمطاعم تقدمت إلينا بطلب تعديل الأسعار بتاريخ 27/1/2024 وسيتم عرضه على لجنة تحديد الأسعار لإصدار القرار في حال لزومه أما بخصوص الخبز السياحي والصمون فصدرت التسعيرة بالقرار 417 تاريخ 18/9/2023 وهي مناسبة للواقع الحالي بناء على الكلف الحقيقية, وتقوم دوريات حماية المستهلك بمتابعة الإعلان عن الأسعار والالتزام بها عن طريق الجولات اليومية…
وكانت الضبوط المنظمة خلال العام الماضي كالأتي: ٣١٩ ضبطا تموينيا بخصوص المطاعم الشعبية والمخابز السياحية إجمالا بمخالفات متنوعة /عدم الإعلان – البيع بسعر زائد..الامتناع عن البيع…/ ضمنها سحب ٨٧ عينة كانت نتيجة ٣٤ عينة منها مخالفة منوها أنه منذ بداية العام الحالي تم تنظيم ١١ ضبطا عدليا بخصوص المطاعم الشعبية والمخابز السياحية/مخالفات متنوعة/وسحب ٨ عينات…
بشرى عنقة