ازدياد حالات الإصابة بالسرطان في حمص وتكاليف  العلاج يزيد المرضى ألماً .. 60-70 إصابة شهريا و 800- 1000 سنوياً … د.البيريني :نقص بالأدوية لصعوبة استيرادها و تكلفتها المرتفعة .. قسم الطب النووي متى سيرى يرى النور؟؟

أيمن ” موظف” يعاني من سرطان في الرئة يقول إنه يتابع برنامج علاجه على نفقته الشخصية رغم أنه مكلف و مرهق حيث يتراوح سعر الجرعة بين مليونين و أربعة ملايين ليرة فما تقدمه المشافي لا يكفي لكامل العلاج ” الأدوية – الجرعات “!

كثيرة و كبيرة معاناة مرضى السرطان و علاجه و الحصول على أدويته و لعل أكثر ما يعبر عنها سؤال سيدة شفيت من سرطان الثدي كيف تمر فترات لا أدوية في المشفى بينما هي متوفرة في بعض الصيدليات و في السوق السوداء.

بدأت السيدة محاسن بتلقي جرعات العلاج الكيماوي بعد أن تحدد بروتوكول العلاج بخمس جرعات متتالية حصلت على ثلاث منها حتى الآن ¸اشترت جرعة واحدة من صيدلية خاصة لعدم توفرها في المشفى ” كما قيل لها ” بعدها ستبدأ برحلة العلاج الإشعاعي للشفاء من سرطان الثدي و لكن تكاليف السفر  الباهظة ووضعها الصحي السيئ سيزيد من معاناتها فكيف ستتدبر أمرها و هي كغيرها من مرضى السرطان تأمل أن تكون هناك جمعيات أهلية تساهم في دفع تكاليف العلاج  و تخفف وطأة الألم و الحاجة سواء على المريض أو أهله.

عوامل كثيرة تلعب دوراً أساسيا بالإصابة بمرض السرطان فماذا عن توفر الأدوية و العلاج بشقيه الكيماوي و الإشعاعي و تكاليفه المرتفعة..

“العروبة” أجرت تحقيقاً التقت فيه ببعض المعنيين في القطاع الصحي إضافة للمرضى للحديث عن المعاناة مع المرض و آلية العلاج فكانت اللقاءات التالية :

                                               تكلفة مرتفعة

يقول رئيس برنامج الأورام  في مديرية الصحة الدكتور زاهر البيريني: هناك عوامل مؤهلة لحدوث السرطان و أحد أسبابها التدخين و الذي قد يؤدي إلى سرطان أورام الرأس  – العنق – الحنجرة – البلعوم – المري – المعدة – البنكرياس – المثانة – القولون – و الثدي عند السيدات ” بالإضافة  إلى ما يسمى بالملوثات و التي من ضمنها عوادم السيارات والمصانع و عمليات الاحتراق في البيئة,كذلك ” الملوثات الغذائية كسقاية المزروعات بمياه ملوثة و المواد المضافة لها و استخدام المواد المصنعة من النايلون و البلاستيك.

و يتابع: هناك عوامل أخرى” مورثية أوجينية ” كسرطانات الدم و الثدي و القولون و أسبابها الرئيسية ” خلل صبغي أو مورثي معين , كما أن للسمنة عاملاً مهماً في حدوث السرطان فالجهاز المناعي هو النقطة الأساسية لمقاومة الجسم لأي مرض مزمن أو مستعص سمي “بالخبيث” لأنه يفرز عدة مواد تبطل عمل الجهاز المناعي و بالتالي يؤدي إلى تكاثر السرطان بدون سيطرة أو مراقبة من قبل الجهاز المناعي.

وتحدث الدكتور زاهر عن العلاج الشعاعي وهو أحد الأسباب المؤهلة لحدوث سرطان جديد لأن هناك مرضى في بعض الأحيان تعرضوا للعلاج الشعاعي فعاد إليهم  سرطان جديد و السبب يعود بأن لديهم استعداداً أكثر من غيرهم للإصابة من جديد بالإضافة لبعض الأدوية الكيماوية المستخدمة في العلاج كما أن هناك بعض الأمراض مثل فيروس التهاب الكبد و عنق الرحم و التي قد تؤدي إلى حدوث السرطان.

و يبلغ عدد الإصابات بحمص بشكل تقريبي كل شهر ما بين 60-70 إصابة جديدة       وسنوياً بين 800-1000 حالة جديدة و أكثرها شيوعاً سرطان الثدي عند النساء  والبروستات عند الرجال بالدرجة الأولى و بالدرجة الثانية أورام الرئة ثم القولون و أكثر السرطانات عند الأطفال هي الدم – الجملة العصبية.

و لكن الأخطر بين أنواع السرطانات هو سرطان الرئة لأنه قاتل بشكل كبير لارتباطه بشكل مباشر بالجهاز التنفسي و لم يتم حتى الآن اكتشاف ما يسمى واسمات ورمية خاصة به حتى يتم الشفاء منه.

                                                 آلية العلاج

و يضيف الدكتور البيريني : إن مشفيي كرم اللوز و الباسل هما اللذان يقدمان العلاج للمرضى و ذلك بعد تشخيص الحالة من خلال أخذ خزعة من الكتلة المصابة ليتم فحصها عن طريق التشريح المرضي و من بعدها إجراء الطبقي المحوري و استقصاءات أخرى من أجل تحديد مرحلة المرض ليوضع بعدها المريض ضمن برتوكول علاج كيميائي حسب الحالة والخدمات المقدمة للمريض بدءا ً من إجراء التشريح المرضي للحالة والتحاليل الدموية والصور الشعاعية البسيطة والطبقي المحوري وفي بعض الحالات يجري ما يسمى (بالتلوينات المناعية) للوصول إلى التشخيص الدقيق.

ويضيف : يتم معاينة مابين (30-40) مريضا ً يوميا ومعظمهم يحولون إلى الجرعات الكيميائية ، ولدينا نقص في الأدوية ولا تغطي حاجة كل مريض والسبب أن أدوية الأورام مستوردة، إضافة إلى صعوبة استيرادها، وغلاء أسعارها حيث يتم خلال اليوم الواحد صرف ما يعادل (30_40) مليون ل.س للمرضى بشكل يومي بسبب التكلفة العالية للجرعات وفي حال حاجة المريض للمعالجة الشعاعية يتم تحويلهم إما لمركز مشفى تشرين باللاذقية ، أو مشفى البيروني بدمشق لأنه حتى الآن لم ينته العمل  في مركز العلاج الشعاعي والذي هو كتلة قائمة ضمن مشفى حمص الكبير.

وينهي الدكتور زاهر حديثه، متمنيا ً في المستقبل القريب أن يتوفر مركز خاص معني  بأمراض السرطان والأورام بدءا ً من التشخيص والاستقصاءات الشعاعية الخاصة به ، والتحاليل المخبرية والمناعية والمعالجات  بكافة أنواعها سواء كانت (كيميائية – مناعية – معالجة شعاعية ) .

استكمال المرحلة المكانية

مسؤولة القسم الهندسي بمديرية صحة حمص المهندسة ليال سلوم أوضحت فيما يخص (مركز الطب  النووي ) بالقول : مركز الطب النووي هو أحد أقسام مشفى حمص الكبير  وكان جاهزاً على الهيكل ولكن ظروف الحرب أوقفت كل شيء ، و في الوقت الحالي تم انجاز المرحلة الأولى بنسبة (100%) من مشروع تنفيذ واكساء كتلة الطب النووي ويتم حاليا ً استكمال المرحلة الثانية بنسبة انجاز (80%) بالإضافة لوجود مشروع دراسة تنفيذ كتلة الطب النووي بموجب  عقد مبرم مع الشركة العامة للدراسات بدمشق ، من أجل دراسة التعديلات (الالكتروميكانيكية ) وتمهيداً لتنفيذ المشروع بشكل كامل ، ووضعه بالخدمة  , فمشروع (كتلة الطب النووي) يحتاج إلى مايقارب الـ (3 سنوات) ليرى النور ، ويستقبل المرضى بشكل فعلي .

حسب الإمكانات والتمويل

نتيجة للتكاليف المرتفعة لعلاج السرطان يبحث المرضى عن جمعيات تساهم في تخفيف الأعباء المادية الكبيرة التي يتحملها المريض والتي تزيد من آلامه الجسدية والنفسية بشكل مضاعف وفرع  الجمعية السورية لمكافحة السرطان إحدى هذه الجمعيات التي تعمل حسب الإمكانات المحدودة على المساهمة في علاج المرضى .
يقول رئيس الجمعية الدكتور أحمد الشواف: عادت الجمعية للعمل عام 2020 بنشاطات مختلفة ومتنوعة ، يبلغ عدد المتطوعين فيها 140 متطوعاً منهم على أرض الواقع حوالي 60 متطوعا ً .

وأوضحت الدكتورة سحر النجاري أمينة سر الجمعية أن للجمعية مهام عديدة منها مساعدة مرضى السرطان ماديا ً وهي حاليا ً تغطي فواتير جرعات الأطفال  المصابين بالسرطان كاملة وبقية المرضى يتم عرض حالتهم على مجلس الإدارة ليتم تقدير مبلغ مالي (إعانة) حسب الحالة .

كما تقوم الجمعية بتقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان من خلال العديد من النشاطات بهذا المجال ، كما تقوم بالتوعية  عن أمراض السرطان وأهمية الكشف المبكر عنه وذلك عبر عدة ندوات ومحاضرات, وأضافت: الجمعية لديها مشروع إقامة بناء مجمع أمراض السرطان والذي يحتاج لإعادة العمل بالبناء وإنجازه وهو يخدم مرضى السرطان  في كل المنطقة الوسطى وسيوفر فرص عمل لكادر كبير .

منوهة أن عدد المسجلين لدى الجمعية بحدود (1100) مريض وهو يتغير باستمرار  وعن سبب استهداف شريحة الأطفال أوضحت أن سرطان الأطفال قابل للشفاء بنسبة عالية و السفر خارج المحافظة مرهق ماديا ً ونفسيا ً للطفل .

وعن أهم  صعوبات العمل قالت : عدم توفر التمويل (التبرعات) أحيانا ً لأن الجمعية ليس لها حتى الآن نشاط استثماري ربحي يدر عليها دخلا ً ثابتا ً .

أحد أسباب الإصابة

مدير البيئة في حمص المهندس طلال العلي أشار أن التلوث البيئي يسبب الإصابة بالأمراض وقد يكون من ضمنها الإصابة بالسرطان بأنواعه المختلفة ، علما ً  أنه “برأيه” لا توجد دراسات دقيقة وإحصائيات تؤكد بأن التلوث البيئي يسبب سرطان الرئة مثلا ً أو غيره من الأنواع ربما يسبب العقم أو أمراضاً صدرية أخرى كالربو، وذكر أن هناك حالات وفاة لمرضى السرطان كشفت في المنطقة الشرقية البعيدة في المحافظة وهي مناطق خالية من مصادر التلوث ، لذلك يحتاج الأمر إلى تقصي من قبل وزارة الصحة وتدقيق وبحث بالأسباب والربط بينها وبين التلوث ، علما ً أن التلوث البيئي مؤخرا  انخفض بسبب انخفاض النشاط الصناعي والبشري بعد الحرب على سورية .

رهف قمشري – بشرى عنقة

 

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار