جمعية رعاية المكفوفين بحمص تحتضن المكفوفين وتنير دربهم … ثلاثة مراكز تعليمية تضم 464 طالباً وطالبة..
يحتاج الكفيف لإيمان منا جميعاً بأنه قادر… أمّا الشفقة فلا يحتاجها لأنه مؤمن بذاته ومؤمن كذلك بقناعة تامّة أن فقدان أي شيء لا يعني عدم القدرة على مواصلة الحياة… هو مبدأ أخلاقي تعتمده جمعية رعاية المكفوفين بحمص والتي تعتني بالمكفوفين وضعاف البصر بمختلف أعمارهم و تقدم الجمعية التي تأسست في عام ١٩٩٣ خدمات اقتصادية واجتماعية وصحية و ترفيهية وتقيم دورات تأهيلية وتعليمية وحرفية لهذه الشريحة على امتداد المحافظة…
ثلاثة مراكز تعليمية
أمين سر الجمعية يحيى العسس تحدث لـ” العروبة” عن المجالات المتعددة التي تحاول الجمعية من خلالها دعم الكفيف وتمكينه وأهمها في المجال التعليمي إذ تقدم الجمعية من خلال مراكزها التعليمية الثلاثة المدينة والشمالي والشرقي خدمة توصيل الطلاب والطالبات من بيوتهم إلى المدرسة ثم إلى المراكز لمتابعة تدريسهم وبالعكس و يستفيد من هذه الخدمة ٤٦٤ طالباً وطالبة من كل المراحل التعليمية الأساسي والثانوي…
ويخدم مركز المدينة ٢١١ طالباً وطالبة و الكادر التعليمي ٢٢ معلما ومعلمة و يوجد باصان لنقل الطلاب من بيوتهم إلى المدارس ثم إلى المركز لمتابعة واجباتهم المدرسية وبالعكس بشكل يومي.
وفيما يخص المركز التعليمي في الريف الشمالي يقع في مدينة الرستن التي تبعد ٢٠ كم عن مركز المدينة شمالاً فيه ١٥٢ طالبا و طالبة ويضم ١٢ معلما و معلمة وميكرو باص واحد لنقل الطلاب والكادر التعليمي.
أما المركز التعليمي الشرقي الواقع في بلدة الفرقلس ٤٠ كم عن مركز المدينة شرقا يضم ١٠١ طالب وطالبة و١٤ معلما و معلمة وميكرو باص واحد…
خدمة محو الأمية
وتهتم الجمعية بتعليم المكفوفين وتقدم خدمة محو الأمية ومتابعة المتسربين لمن لم يتمكنوا من متابعة الدراسة سابقاً لتعليمهم حتى الحصول على شهادة مركز تعليم الكبار والمتابعة مع من يرغب في المراكز التعليمية التابعة للجمعية للحصول على شهادة التعليم الأساسي ثم الثانوي ومتابعة الدراسة في المرحلة الجامعية… وبحسب العسس بلغ عدد طلاب الجامعة لغاية تاريخه مايقارب ١٠٠ خريج جامعي و ٧٥ طالباً جامعياً باختصاصات مختلفة لغة عربية و انكليزية وفارسية وحقوق وتتم مساعدة طلاب الجامعة بطباعة المحاضرات بطريقة بريل أو تكبير المحاضرات أو تفريغها كتسجيلات صوتية عن طريق فريق تطوعي للجمعية وتقديم بفلات وكروت ذاكرة…
خدمة التدخل المبكر
بالإضافة إلى خدمة التدخل المبكر وهي خاصة بالأطفال المكفوفين وضعف البصر لإكسابهم مهارات فن الحركة و التنقل و العناية الذاتية من سن ٤ إلى ٦ سنوات… مئات المستفيدين إغاثياً
ويضيف العسس: تساهم الجمعية في المجال الإغاثي ويبلغ عدد المستفيدين المتزوجين ٤٢٥ والعازبين ٥٢٥ ويتم تخديم المستفيدين و ذويهم من خلال حصص إغاثية موسمية بالتعاون مع أهل الخير من متبرعين وجمعيات.. كما تم مؤخراً توزيع ١٣٢٥ حراماً مع سلة منظفات بالإضافة إلى ١٦٥٥ قطعة لباس وحذاء… مشاريع صغيرة متنوعة
وتساهم الجمعية في تأسيس و دعم المشاريع الصغيرة ومتابعتها بما يلائم قدرات المكفوفين ويؤمن لهم مورداً مالياً دائماً كصناعة الخشبيات… وتهتم الجمعية بتأهيل المرأة الكفيفة مهنياً وتربوياً و تعدها من خلال دورات متخصصة مثل دورات المكرمة والصوف و الصنارة…
خدمات طبية
كما تقدم الجمعية خدماتها في المجال الطبي حسب الإمكانيات المتاحة و تم خلال العام الماضي تخديم ١٧٩ حالة فحص عيني لدى أطباء تم التعاقد معهم بالإضافة لتقديم ٢٧٥ نظارة طبية , و تتم مساعدة ضعاف البصر بمعينات بصرية… و تشارك الجمعية في العديد من النشاطات منها المشاركة بيوم الإعاقة العالمي و مشاركتها بالبازارات المتعددة على مدار العام بالإضافة إلى الأنشطة التي تقام في مقر الجمعية والمراكز التعليمية احتفالا بعيد المعلم ويوم العصا البيضاء في ١٥ تشرين الأول من كل عام…
أخيراً
لابد لنا من القول : إن الجمعية تقدم خدمات استثنائية لشريحة استثنائية و دعم الجمعية بمختلف السبل هو الخطوة الصحيحة لتمكين المكفوفين و ضعاف البصر و ضمان حياة كريمة لهم تحميهم من شر العوز والفاقة…
هنادي سلامة
