الدكتور أسامة المتني:الشعر والإيقاع الموسيقي توءمان .. أتذوق الشعر وأكتبه لكني لست بشاعر

أجمل حياة هي التي يمكن أن يصوغها صائغ الكلام على أوراقه ليرسلها إلى النفوس المتعطشة للخير، و الإنسانية، والثقافة، والمعرفة هكذا بدأ الدكتور أسامة المتني الأستاذ في جامعة البعث حديثه الشيق وحول سؤاله حول النبتة الأولى لإبداعه قال:. بدأت حياتي الأدبية منذ نعومة أظفاري، فعكفت على قراءة كتب الأدب والنقد والبلاغة؛ وهنا تفتحت أكمام قريحتي الأدبية .

وعن اهتماماته الأخرى قال: أحب الرياضة والرسم والخط ولكن شغفي اللامحدود كان في الموسيقا التي عانقت روحي، وعشت معها أجمل أيام حياتي وأروعها.

كانت بدايتي مع نادي دوحة الميماس، وفيما بعد شكلت اوركسترا النجوم الجامعية وقدمنا أروع الحفلات الفنية على المسارح الثقافية، وعملت مع كبار الفنانين السوريين والعرب, فكانت حكاية عشق وهيام.

وحول كتابه دراسات في علم الإيقاع تحدث قائلا: طبع أكثر من ثماني مرات وانتشر في الوطن العربي كله,فهو حصيلة تجربتي الفنية ومسك ختامها, استخدمت علم الرياضيات في حساب الضروب الإيقاعية, فكان الكتاب تجديداً في علم الموسيقا لما يجمع بين دفتيه من مواد ثرّة،وغنية للفنان المحترف سيّما أنه جاء بلغة رقيقة تحمل المتعة والفائدة على حد سواء.

وحول سؤاله عن علاقة الإيقاع بالشعر قال:الشعر والإيقاع الموسيقي توءمان فالخليل بن أحمد الفراهيدي مر يوما بسوق الصفارين فسمع طرقا على الطسوت فقاده ذلك إلى تقطيع أبيات الشعر وحصرها في خمس دوائر تضم خمسة عشر بحرا وأضاف الاخفش بحرا واحدا هو (الخبب) والعرب كانوا يحسون الوزن ويضبطون إيقاعه بالفطرة السليمة والأذن الجارحة هي القادرة على الاشتغال به فمن أوتي من رهافة السمع أدرك أسرار الإيقاع في غير عنت في مكنونات الشعر ومن لم يحسن تذوق الجرس الموسيقي للشعر لم يطرب لجمال الوزن ونغمته .

وحول مؤلفاته الأخرى تحدث قائلا : أدب الغرب مابين التراجيديا والكوميديا يسلط الضوء على أهم الأعمال التراجيدية والكوميدية في الغرب وجاء بلغة تحاكي المتلقي على مختلف مقدراته الفكرية. وفي جعبتي مؤلفات للبلاغة والنقد تنتظر إشراقة النور, و أعددت سلسلة التدقيق اللغوي (مقررات) وهي أعمال لغوية مهمة جدا في حياتنا الأدبية والإعلامية تخص ماجستير التدقيق اللغوي الذي أسسته العام الماضي، ولي أبحاث ومقالات منشورة عربيًا وعالميًا, وحول سؤاله عن كتابة الشعر أجاب: نعم لدي قصائد كثيرة، ولكن أنا أتذوق الشعر ولست بشاعرٍ.

وعن رأيه بشعراء اليوم قال :أقول باقتصاد لغوي مستشهدا بقول نزار قباني الفريد في نوعه، شعراء هذا اليوم جنس ثالث… فالقول فوضى والكلام ضباب, يتكلمون في الفراغ فما هم… عجم إذا نطقوا ولا هم أعراب  أما تقييمي للشعر اليوم أقول هناك شعراء مجيدون، ومع خالص المودة لكل الشعراء أقول إن الشعر مات ورحل أربابه حاملين معه طيب المفردات وعبق المعاني ولذة الجمال إلى غير رجعة.

أما عن قلة الحضور للمحاضرات أو الأمسيات تابع قائلا : عدم الحضور يعود لأسباب كثيرة.. اجتماعية،معيشية،قلة مريدي الثقافة والمعرفة، الانشغال بالأمور الحياتية، وانعدام التجديد في الموضوعات الأدبية وافتقارها إلى الرسالة اللغوية الهادفة  والمواضيع التي تجذب متذوقي الأدب وتجذبهم تلك التي تحاكي الواقع بصدق، بعيدة كل البعد عن التقليد والمطروق بما تؤديه إلى انصهار ثقافي ومعرفي وفكري في فكر المتلقي وعقله ، تجذبه وتدخل عقله دون استئذان, فهناك مواضيع معاصرة غير كلاسيكية مهمة جد إلا  أنها بحاجة إلى باحث ينقب عنها ويرسل إشاراتها الجمالية إلى المتلقين.

وحول أهمية اللقاءات والمحاضرات الدورية قال: تلك اللقاءات  والمحاضرات كانت مصدر سعادة وهناء لي، وبوجه خاص التلفزيونية، لأنها شكلت جسر العبور لنقل وجهة نظري التجديدية الخارجة عن المألوف في تناول الموضوعات الجديدة، والأعمال الأدبية.

لقد حرصت على اختيار العنونة بعناية فائقة لكل المحاضرات واللقاءات حتى في تعاملي مع الأعمال الأدبية شكل نقلة نوعية تجديدية..مثلًا، كنت رئيسًا للجنة تحكيم مسابقة القصة  تناولت الأعمال القصصية، تناولًا أحدث خرقًا جليًّا لحصون نقد القصة الموروث مجددًا في عملية النقد.. خارجًا عن دائرة المألوف؛ مما أدخل المتعة إلى قلب الأديب ورسم سياسة تطويرية للنقد.

ولابد من القول إن د.أسامة المتني مدير المركز التخصصي في اللغة العربية سابقًا وعضو في المركز الأردني للبحوث والدراسات سابقًا.

عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار