كانت وماتزال قلعة حمص تمثل معلماً أساسياً من معالم المدينة وتشكل قيمة تاريخية كبيرة .
تقع القلعة في الطرف الجنوبي الغربي للمدينة القديمة على تل شكله مخروط ناقص يرجح أن أسفله طبيعي صخري و أعلاه صناعي و جوانبه مبلطة بصفائح من الحجر الأسود , وهي أقدم موقع تم السكن فيه من حوالي 2400 ق.م (وجود قرائن أثرية عبارة عن كسر فخارية تعود إلى هذه الفترة) وترتفع عن مستوى الطريق العام نحو 32 م و عن سطح البحر نحو 495 م و كان يحيط بها خندق دفاعي و سور المدينة الذي كان يمتد من باب التركمان غربا و حتى باب السباع جنوبا و بقيت معالم غير واضحة من آثار هذا السور حتى تمت إزالتها من أجل توسيع الطريق حول القلعة و ردم الخندق و تم تحويله إلى حديقة عامة.
و تاريخ هذه القلعة قديم جدا يعود إلى الحثيين و الآراميين و أثبتت الدراسات التي أجريت على اللقى الأثرية أن الموقع كان مأهولا منذ النصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد, و اكتشف في القلعة صهريج بعمق 27 مترا يعود إلى العهد الأيوبي .
وأول اهتمام بالقلعة بدأ في زمن بني حمدان عندما أصبحت القلعة مقراً لأبي فراس الحمداني عندما كان والياً في حمص ولذلك عندما نقل ضريح أبو فراس الحمداني من بلدة صدد وضع بجانب القلعة وفي العصر الأيوبي بدأ الاهتمام الكبير بالقلعة حيث حفر الخندق وبنيت لها الأسوار والأبراج في زمن الملك شيركوه بن محمد ورممت في العصر المملوكي زمن الظاهر بيبرس.
و أظهرت الدراسات أن القلعة عبارة عن قلعتين تقوم واحدة (الأيوبية) فوق الأخرى (الحمدانية) و قد نسبت إلى أسامة بن منقذ و يبدو أن القلعة الحمدانية انهارت نتيجة زلزال ضرب المنطقة عام 565 هجري و يذكر ابن الأثير أن نور الدين الشهيد قد جدد ما تهدم من أسوارها و قلعتها بعد الزلزال .
وأثناء ترميم البرج الشمالي في عام 1974تم اكتشاف فخار يعود لسكن موجود في القلعة يعود للنصف الثالث قبل الميلاد.
أخيراً لا بد من الاهتمام بآثارنا وتاريخنا العريق ومتابعته كونه يعتبر ذاكرة الأمة.