الناقد محمد رستم : النقد استقصاء الجمال ونشر العطر الغافي وراء الحروف…

فن النقد موهبة حقيقية تعززت لدى الناقد محمد رستم من خلال قراءاته الكثيرة لنصوص أدبية  فالنقد نوع من أنواع الأدب …

التقيناه و حاورناه  حول مسيرته في مجال النقد وكان اللقاء التالي…

سألناه عن مراحل تطور النقد عبر التاريخ فقال: كان النقد سابقا ينظر إلى الهنات والسقطات أو يعتمد على تصيد الهفوات التي يقع فيها الأديب أما اليوم فقد تغير مفهومه ، إذ لا يمكن لناقد أن يمتلك وكالة حصرية في فهم النص , و صار النص الأدبي متعدد القراءات و كل ناقد له نظرته الخاصة.

وفي معرض حديثه عن دراساته النقدية قال رستم: النقد في مجمله ليس حفراً بسكين التجريح في جسد النص، ولا شباكاً لتصيد الزلات والهفوات بل يسلط الضوء على أعماق النص ولغته القوية والصياغة الجيدة ، وهنا ينظر الناقد إلى النصف الممتلئ من الكأس لا الفارغ ، هي محاولة لتأكيد الجمال واستقصاء العطر الغافي في ثنايا الحروف، و إن كلّ ما يقدم من نقد إنما هو قراءة تذوقية ورؤية شخصية.

وحول المقالة النقدية وكيفية تناولها للنص الأدبي قال: يجب أن تنأى المقالة النقدية عن المصطلحات الفضفاضة والجافة التي تشكل زنازين تكبّل الرؤية النقدية و لابد أن  تكون سلسة حاملة اللغة إلى جهة يفهمها القارئ العادي كما يفهمها المثقف أو الأديب.. و أي عمل أدبي هو جزء من تجربة ومخيلة الكاتب، وبالتالي تختلط الأحداث الواقعية بالمضافة ليخرج العمل بحلته المناسبة,و إن من يغوص في ذاكرة النقد تطالعه الجماليات.

وعن دور الأمسيات الأدبية واللقاءات الفكرية في تطوير فن النقد تحدث قائلا : الأمسيات واللقاءات لا تصنع نقدا حقيقيا فالنص لا يمكن نقده من خلال قراءة واحدة على المنابر الثقافية،  وعلى الناقد أن يقرأ النص مرات عديدة و يغوص إلى أعماقه، أما النقد السريع أو المباشر على المنابر لايمت إلى النقد بصلة، وغالبا هذا النوع من النقد يكون مغمسا بمكياجات التجميل والمحاباة .

وحول أعماله الأدبية المنجزة قال: لدي عشرات من الدراسات النقدية لروايات عالمية ولي فيها مخطوطات تعادل ثلاثة كتب ومع ذلك فأنا لا أعد نفسي ناقدا بل قارئ ذو ذائقة مقاربة، تدخل في إطار وجهات النظر، من خلال موقفي.

حاورته : عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار