رؤيا .. الأدب الشعبي .. و « الشعر المحكي»

للأدب الشعبي .. والشعر المحكي , مكانة في تراثنا الشعبي المتداول منذ قرون حتى اليوم , وأهمية كبيرة لما يتضمنه من تسجيل فني عفوي – أغلب الأحيان – لأحداث كثيرة مرت بها بلادنا .. وهذا التراث يشمل الشعر المحكي والأهازيج والزجل وغيرها، فهل هذا التراث الشفوي – وبعضه مكتوب وموثق، بما أنه مكتوب بالعامية – يؤثر على لغتنا الفصحى وما موقفنا منه لاسيما وأننا ننادي بتمكين اللغة العربية الفصيحة كلغة جامعة للعرب , وننادي بعدم استعمال العامية؟!!
هذا السؤال تناوله علماء اللغة والاجتماع فالقول بنسيان أو إهمال هذا التراث يعني إهمال صفحات من حياة الآباء والأجداد و الشعر المحكي – على وجه الخصوص – يسجل مشاعرهم , أفراحهم , أحزانهم , وانتصاراتهم ونذكر هنا الكم الكبير من القصائد المحكية التي تمجد نضال السوريين ضد المستعمر التركي ثم المستعمر الفرنسي وتمجد الأبطال المجاهدين أمثال سلطان الأطرش والشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو .. ولهذا , وحسب رأي هؤلاء يجب أن يسجل هذا التراث بلغته ولو كانت محكية ويدرس في مجال الأدب الشعبي أو الفولكلور .
ولعل رأي الأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر هو الأكثر وضوحاً ودفاعاً عن هذا التراث فهو يرى أن هذا التراث جزء من تراثنا الثقافي العام وهو ضروري لدراسة تطورنا اللغوي والاجتماعي والتاريخي فضلاً عما فيه من جماليات التعبير والتصوير وهذا شيء – كما يرى الدكتور الأشتر وعجز العامية عن الارتقاء إلى مستوى الفصحى (لغة الثقافة ) شيء آخر وكل ما نوصي به أو نطالب به هو تسجيل وتوثيق هذا التراث في حقل خاص مستقل بوصفه أدب اللغة المحكية . وثمة قصص ملحمية غاية في دقة الوصف والمشاعر الوطنية والقومية . وهذا ليس دعوة لتسلل « العامية» إلى أدبنا إنما هو تسجيل صوتي وكتابي لجزء عزيز وجميل من تراثنا ولن يضر لغتنا الفصيحة وتراثنا الثقافي المكتوب بها . ولعلنا نذكر أن بعض الشعراء الكبار كتبوا بعض القصائد المحكية وعلى نطاق محدود ولم يؤثر هذا على نتاجهم العام ولا إلى مساءلتهم من قبل الناس مثل سعيد عقل ولـ «عمر أبو ريشة» قصائد قليلة محكية وكذلك عدد من القصائد المحكية للشاعر احمد شوقي …!!
عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار